تناول الكاتب معالم الزخرفة والتصوير والتذهيب في المخطوطات العربية، وهدف إلى توصيف الخصائص الفنية للمخطوطات العربية والعناصر التي أثرت فيها. وقد استند إلى عدد من المراجع ذات العلاقة، وإلى الفحص المباشر للمخطوطات ومواقع الزخرفة والتصوير فيها. وصدّر مقالته بمقدمة تاريخية عن الكتب العربية المصورة والمزخرفة، وذكر أن العرب عرفوا التصوير والزخرفة عن طريق الفرس منذ القرن الثاني للهجرة، ولعل كتاب كليلة ودمنة كان من أوائل الكتب المصورة في اللغة العربية. وقد تناول ثلاثة مجالات للموضوع المدروس، شملت المصورات والرسوم التوضيحية في كتب الجغرافيا الأولى، وكتب علم الفلك. ثم استعرض الحليات والزخارف الجمالية، التي كانت تزين بها المخطوطات لقيمتها الجمالية، وأشار إلى الاستقرار الواضح في مواضع زخارف الكتاب العربي منذ القرون الأولى للإسلام حتى الآن وهي: صفحة العنوان، وصفحة أو صفحتان من أول النص، وأوائل فصول الكتاب ونهاياتها وآخر الكتاب وجلدته، وذكر أنه ابتداءً من القرن الخامس الهجري وما تلاه أخذت هوامش بعض الصفحات تُحلى بأشرطة من الكتابة الزخرفية البديعة، ولم تعرف فنون الزخرفة طريقها إلى المصاحف إلا في القرن الثالث في أقل تقدير، فظهرت في الصفحات الأولى، والأخيرة، وفي الفواصل بين السور، وفي نهاية الآيات، ومواضع علامات التعشير، وفي القرن الخامس وما تلاه اتخذت الزخارف شكل إطارات أو جداول زخرفية تحيط بالمساحة المكتوبة من الصفحة؛ ثم تناول التذهيب الذي دخل عالم المخطوطات العربية منذ القرن الثالث الهجري؛ وقد حدا تعظيم القرآن بكثير من الفنانين إلى العناية بتذهيب المصاحف، وفي خاتمة الدراسة أوضح الكاتب أن المخطوطات العربية كانت مجالاً خصبًا لألوان مختلفة من الفنون التي مرّ ذكرها بعضها وظيفي والآخر جمالي وأشار لتأثر المسلمين بغيرهم من الأمم في هذا ونهوضهم بتلك الفنون وتطويرها حتى صبغوها بصبغتهم.