تناول الكاتب في هذه الدراسة تأسيس أول نظام إذاعي في عهد الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله تعالى، وكانت الإذاعة أحدث وسائل الاتصال قاطبة في عهده، وهدف إلى توضيح دورها ونشاطها وسياستها، وقد رجع إلى مصادر سيرة الملك عبدالعزيز، والدراسات التي عالجت وسائل الاتصال، والإعلام في المملكة العربية السعودية في عهد الملك عبدالعزيز، وبدء عمل الإذاعة من جدة سنة 1368هـ، وأصدر الملك عبدالعزيز مرسومًا في 23/ 9/ 1368هـ بشأن تأسيس أول نظام إذاعي في المملكة العربية السعودية، وحدد فيه طريقة اختيار مديرها المسؤول عن تنفيذ سياستها أمام الدولة، ومكانها، وما يذاع فيها، وأعمالها الإدارية، وبرامجها. واهتم الملك عبدالعزيز بالإذاعة بصفتها أسرع الوسائل الإعلامية لنشر المعلومات والأخبار ووصولها لأكبر قطاع من الناس. وتناول الكاتب برامج الإذاعة الأولى التي ضمت البرامج الدينية، والأدبية، والثقافية، والأخبار الإذاعية. ثم قارن بين برامج الإذاعة السعودية، والإذاعات المتقدمة التي شملت الأحاديث، والموسيقى، والغناء، والأخبار، والشؤون السياسية، والتمثيليات الإذاعية، ثم أضيفت المنوعات فيما بعد. وفي عهد الملك عبدالعزيز افتقدت برامج الإذاعة السعودية في أول عهدها المنوعات، والتمثيليات، وبرامج التسلية، والألغاز، والبرامج الاستعراضية، والإعلانات. ثم استخدمت الإذاعة السعودية أسطوانات محمّلة بالمؤثرات الصوتية، وكانت الإذاعة السعودية في أول عهدها تبث موسيقى الجيش، كما بثت الأغاني الشعبية بعد سنة 1375هـ/ 1955م بأصوات الرجال، ثم ظهر المغنون المحترفون. وقد أبرز الكاتب مراحل تطور إدارة الإذاعة السعودية، وأبرز ارتباطها بإدارة البرق والبريد حتى عام 1369هـ/ 1950م، حين ارتبط القسم الهندسي بالمديرية العامة للإذاعة، ثم تكونت إدارة هندسية متخصصة في الإذاعة سنة 1372هـ/1952م. ثم زادت محطات الإرسال وأستوديوهات الإذاعة. وبدأ نقل الأذان وصلاة الجمعة من الحرم المكي الشريف في رجب 1371هـ/ مارس 1952م. ثم أخذت تبث برامجها إلى شعوب العالم بلغاتهم الوطنية لتكون وسيلة للنشر والتبليغ والدعوة الإسلامية، ومناصرة قضايا الحق، وتعليم اللغة العربية. وقد تناول الكاتب الدور التنموي للإذاعة، والإنسان محور التنمية الأساس. وقد أسهمت الإذاعة السعودية في تقديم المعلومات، والمعارف، والأفكار الجديدة له مهيئة إياه لاستقبال مراحل التنمية اللاحقة.
|