يعد كتاب ابن حجر العسقلاني تقريب التهذيب من أهم كتب الرجال، وقد عني الكاتب بتناوله لأهميته، واستهدف من دراسته توضيح ما فات الحافظ ذكره من بيانات الوفيات، وبيان منهجه في توثيقها، وقد رجع إلى مصادر كتب التاريخ والطبقات للتحقيق من سني وفيات الأشخاص المبحوثين. ورأى أن الحافظ قد يذكر أكثر من سنة في وفاة الراوي، ولم يكن غرض الكاتب التحقق من صحة أي منها أو ترجيحه، وقد يذكر الحافظ سنة وفاة راوٍ معين ذكر غيره لها سنة أخرى، وقد بيّن المصادر التي اعتمدها الحافظ. وقد حرص الحافظ على ذكر طبقات الرواة عوضًا عن ذكر الشيوخ والتلاميذ، فالطبقة عنده تعرِّف بعصر الراوي وتقوم مقام ذكر الشيوخ والتلاميذ، وأما من كان من الصحابة من الطبقة الأولى أو من الطبقة الثانية فهم دون المئة، ومن كان من الثالثة إلى آخر الثامنة فهم من بعد المئة ولا يذكر الحافظ غالبًا لفظ المئة في سنوات وفياتهم، ومن كان من التاسعة إلى آخر الطبقات فهم بعد المئتين، ولا يذكر الحافظ غالبًا لفظ المئتين، وقد اهتم الكاتب ببيان سني وفيات عدد من الرواة التي لم يحددها الحافظ لعلّة لم يُدركها، ومنهم إبراهيم بن يزيد بن شريك التميمي الذي توفي سنة 92هـ، وإبراهيم بن يزيد بن قيس الأسود النخعي الذي توفي سنة 95 أو 96هـ، وأمية بن عبدالله بن خالد بن أسيد الذي توفي سنة 84 أو 87هـ، وأوس بن عبدالله الربعي الذي قتل سنة 83هـ، وبشر بن السري الذي توفي سنة 195هـ، وتميم بن طرفة الطائي الذي توفي سنة 73 أو 84هـ، وجعفر بن عمرو بن أمية الضمري الذي توفي سنة 95 أو 96هـ، والحارث بن عطية البصري الذي توفي سنة 199هـ، والحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب الذي توفي سنة 97هـ، وقد ذكر الباحث مئة وأربعة وأربعين من الرواة، مبينًا في سيرة كل منهم سنة وفاته ومصادر توثيقها.
|