استأثرت الوثائق البريطانية باهتمام الباحثين في تاريخ الشرق الأوسط والجزيرة العربية لزمن طويل، لكن الوثائق الألمانية المتصلة بالموضوع لم تحظ الاهتمام نفسه، وتسلط المقالة الضوء على أهمية الوثائق الألمانية في تاريخ الجزيرة العربية الحديث، فالرجوع إليها يثري معلوماتنا عن الموضوع، ويفسح المجال للمقارنة مع الوثائق البريطانية، ومما عرقل استفادة الباحثين من الوثائق الألمانية العائق اللغوي، والأحداث السياسية التي مرت بها ألمانيا في بداية الثلاثينات، وظهور النازية فيها، وتناثر الوثائق الألمانية في أكثر من مكان بسبب التقسيم الإداري المتبع بألمانيا، وتعرض الوثائق الألمانية للتقسيم بعد هزيمة ألمانيا وتوزيعها بين ألمانيا الغربية، وألمانيا الشرقية التي كانت لا تسمح لأحد بالاطلاع على الوثائق الموجودة لديها. وأشار الباحث إلى أن الاطلاع على الوثائق الألمانية يثبت دورها المهم في بحث تاريخ الجزيرة العربية من النواحي السياسية والاقتصادية، وإذ يغلب الطابع السياسي على الوثائق البريطانية، فإن الطابع الاقتصادي هو الذي يغلب على الوثائق الألمانية، كما أشار إلى اشتمال أرشيف بون في ألمانيا الغربية على قسم خاص بالنواحي الاقتصادية للملكة العربية السعودية من عام 1929م مذ وقعت ألمانيا مع المملكة الاتفاقية التجارية. وتصوّر الوثائق الألمانية من الناحية السياسية وجهة نظر أخرى لأحداث الجزيرة العربية بدءًا بالاعتراف السياسي بالملك عبدالعزيز آل سعود، وقد ازداد الاهتمام الألماني بالمنطقة بعد وصول النازيين للحكم عام 1933م، وتزداد أهمية الوثائق الألمانية في فترة الحرب العالمية الثانية لاشتمالها على تقارير ودراسات استراتيجية وعسكرية واقتصادية تخدم مصالح ألمانيا بالمنطقة، وتشكل الوثائق الألمانية مصدرًا مهمًا لدراسة العلاقات السعودية الأوروبية خلال فترة ما بين الحربين العالميتين، والعلاقات السعودية الألمانية خاصة. وقد ختم مقالته بالتعريف بمراكز الوثائق الألمانية ومجموعاتها، ودعا إلى الاهتمام بتلك المجموعات الوثائقية والاستفادة منها في دراسة
|