تناولت الدراسة كيفية تنظيم الإسلام لاستثمار المياه الجوفية وأحكام الإسلام في حفر الآبار والأفلاج ( القنوات)، والمبادئ التي تضبط كميات المياه التي تستخرج منها، وقد رجع الكاتبان إلى كتاب الله العزيز، وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، وكتب الخراج، وانباط المياه، وحلّلا المعلومات حول الموضوع لعرض المعايير التي صاغتها أحكام الإسلام فيه، كما نوقشت الأسس الهندسية لتطبيق تلك الأحكام على الحالات العملية، للتوصل بالتالي إلى مبادئ صالحة للتطبيق على استثمار المياه الجوفية بموجب أحكام الإسلام في وقتنا الحاضر. إن الماء في حركة دائمة على الأرض، فهو يتبخر من السطوح المائية ليصبح سحبًا تسوقها الرياح وتهطل أمطارًا على الأرض، وسميت حركة الماء بالدورة الهيدرولوجية. وقد ورد لفظ الماء في ثمانية وخمسين موضعًا في القرآن الكريم، وقد وصفت الآيات حركة الماء في الكون ومصدر المياه الجوفية وسلوكها داخل الأرض، كما بينت بعض وظائف الماء، فهو وسيلة الطهارة، وإحياء الأرض، ونمو النبات، وتكّون الثمر وخلايا الكائنات الحية، وإجمالاً فالماء قد جعل الله منه كل شيء حي. كما وضعت الأحاديث الشريفة والأسس للتشريعات المائية. وقد عالج المهندسون العرب المسلمون استثمار المياه الجوفية من الناحية العملية استنادًا إلى معايير القرآن الكريم والسنة الشريفة، فأوجدوا أسسًا هندسية شرعية طبقت في حفر الآبار واستخراج المياه منها. وقد قدمت الدراسة وصفًا لوضع المياه الجوفية، وتطور التشريعات المنظمة لاستثمارها، في كتاب الخراج لأبي يوسف، وفي كتاب إنباط المياه الخفية للكرجي، و كتاب الأحكام السلطانية للماوردي، وعولجت تشريعات المياه الجوفية في المملكة العربية السعودية. وانتهت الدراسة إلى مجموعة من المعايير العامة التي تعتمد عليها أحكام الإسلام حول المياه الجوفية
|