تناول الكاتب ما يقع في الكتابات الصحفية ووسائل الإعلام من أخطاء لغوية وجغرافية وتاريخية، وأرجع ذلك إلى كثرة الكتاب الذين يمارسون الكتابة، ممن تنقصهم المعرفة والخبرة، كما أن بعضهم لا يلتزمون بمراعاة القواعد المنهجية للتوثيق، وقد ساق عدة أمثلة موضحة لما ذهب إليه، أخذ بعضها مما نشرته مجلة الخفجي التي تصدرها شركة النفط العربية، وأخذ بعضها الآخر من صحيفة الشرق الأوسط، فمما جاء في مقال (شجرة الدر بين التاريخ والأدب) في مجلة الخفجي أن شجرة الدر جارية تركية اشتراها الملك الصالح في حصن كيفا، في حين أنها لقبت نفسها في السكة التي ضربتها بالمستعصمة الصالحية، مما يوحي أنها كانت في الأصل من جواري الخليفة العباسي المستعصم الذي كان معاصرًا للملك الصالح أيوب، ولعل هذا الخليفة قد وهبها إليه، مما جعلها تضيف لقبًا آخر إلى اسمها هو الصالحية. أما (حصن كيفا) فقد كان مستقر الملك الصالح قبل ذهابه إلى مصر، وسمي ( قصر كيفا) وحدد موقعه على حدود تركستان، بينما هو من أعمال الجزيرة الفراتية، وسمى كاتب المقال أمير الموصل (بدرالدين لؤلؤ الأيوبي ) ناسبًا إياه للأيوبيين، بينما لا توجد علاقة له بالأسرة الأيوبية، وإنما هو من مماليك الأسرة الأتابكية التي حكمت منطقة الموصل. ونشرت الشرق الأوسط في 11/3/ 1413هـ مقالاً عن المدرسة السنية للبنات، ونسب كاتبها الحديث عنها إلى المقريزي في حين أنه ليس للمقريزي علاقة معالجة الموضوع. كما تستخدم وسائل الصحافة والاعلام العربية اسم ( ابخازيا ) لدى الحديث عن الانتفاضة في جمهورية جورجيا التي سماها المسلمون ( بلاد الكرج)، ولا يزال الأتراك يسمونها ( كُرجستان) ، وقد أطلق العثمانيون على المنتسب إلى أبخاز لفظة آباظة وآبازة.
|