قدم هذا البحث في المؤتمر السنوي للجمعية البريطانية لدراسات الشرق الأوسط في كلية سلي أوك في بيرمنجهام سنة 1998م، وتناول لقاء الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله مع ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا، ومع فرانكلين روزفلت رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وناقش النتائج المترتبة على تلك اللقاءات واستهل بذكر التفاصيل المهمة للقاء الملك عبدالعزيز مع الرئيس الأمريكي روزفلت على ظهر الطراد الأمريكي "كوينسي" في الرابع عشر من شهر شباط سنة 1945م؛ وناقش معه قضايا عديدة منها الهجرة اليهودية إلى فلسطين، والتقى الملك عبدالعزيز رئيس الوزراء البريطاني تشرشل في "فندق الأوبرج" على بحيرة قارون في محافظة الفيوم المصرية في السابع عشر من فبراير في السنة نفسها. وتطرق لعلاقة الملك عبدالعزيز مع الولايات المتحدة وبريطانيا خلال فترة الحرب العالمية الثانية؛ ثم نوقشت نتائج الاتصالات بين الملك عبدالعزيز وبين هذين الزعيمين؛ وأشير لقول الرئيس روزفلت بأن اجتماعه مع الملك عبدالعزيز كان "نجاحا رائعًا وتجربة مبهجة" وإن المكانة العالية للملك عبدالعزيز لدى الرئيس روزفلت قد تضمنها تقريره إلى الكونجرس، حيث ذكر فيه أنه قد عرف حقائق "عن فلسطين والشرق الأدنى" من خلال الحديث لمدة خمس دقائق مع ابن سعود أكثر مما يمكن معرفته من خلال تبادل عشرات الرسائل؛ كما أخبر الملك الوزير حافظ وهبه أن اجتماعه مع الرئيس روزفلت كان "الحدث الأبرز في حياته كلها". وكان الملك عبدالعزيز سعيدًا بلقاءاته مع الزعيمين الأمريكي والبريطاني لينقل إليهما أفكاره حول بعض المشاكل السياسية التي تواجه المنطقة كما كان يأمل أن تعمق تلك اللقاءات الفهم المشترك، والوصول إلى حل دبلوماسي مرض لمشكلة فلسطين؛ ومن أوجه أهمية اللقاء مع الرئيس الأمريكي توثيق التعاون مع الولايات المتحدة، وإسهامها في تطوير صناعة النفط في المملكة العربية السعودية.
وبالنسبة للعلاقات البريطانية السعودية فقد استمرت وتوثقت كما يستدل على ذلك من المراسلات المتبادلة بين الملك عبدالعزيز ورئيس الوزراء البريطاني تشرشل خلال سنة 1945م.
|