درس الباحث تاريخ الدرعية عاصمة الدولة السعودية الأولى ومعالمها الحضارية والعلمية والاقتصادية في الفترة الممتدة من سنة 1743 إلى سنة 1817م، وأوضح أنّ الدرعية كانت مركزًا علميًا مشعًا قصده طلاب العلم ليأخذوا عن الشيخ محمد بن عبدالوهاب وتلاميذه، وكان فيها نحو أربع مئة عالم، وكانت مجالس الحكام من آل سعود بمثابة مجالس علم ومدارس. ومن الناحية العسكرية فقد كان في الدرعية استحكامات ودفاعات عسكرية صمدت بقوة أمام هجمات قوات إبراهيم باشا الغازية. ومن الناحية الاقتصادية والعمرانية، فقد اتصلت الدرعية بغيرها من المناطق في تعاملها التجاري، وكان لها مركز مالي واقتصادي جيد، فقد عدت سوقًا تجارية مزدهرة للخيل والإبل والنعام والبضائع المختلفة، وكان للرجال سوق منفصلة عن سوق النساء. ومن العملات التي تدوولت فيها الريال المعروف بالفرانسي أو ملكة تريزا، إضافة إلى البقشة والأحمر والمحمدي، وفي ضوء القوة الشرائية للريال فإنه كان في منزلة أقوى من الجنيه الذهبي. وكانت الدور لاتباع إلا نادرًا، وكان غالب بيوتها مقاصير وقصور، تشير إلى مدى الاستقرار والأمن والرخاء والثراء في الدرعية. وأما الحالة المعيشية في المدينة فإنها مرتبطة بالوضع الاقتصادي المزدهر فيها، ومن الناحية الصناعية جرى التحدث عن سلاح التّفق، وتعليم الناس صنعته، وترغيبهم في حمله واستخدامه، وانتشاره في نجد والكثير من أرض الحجاز، وقيل عنه أنه لطيف الصنعة،وسريع الرمي، وقليل الخطأ، وبعيد الرمي،وخفيف الحمل، وكان البارود يُصنع عندهم كثيرًا، وكان ذلك البارود ذا جودة عالية، واشتهرت نجد والدرعية بصناعة السيوف، وأسنة الرماح، والخناجر، وسروج الخيل، والذهب والفضة، والخياطة للعباءات والثياب.
|