بحثت الدراسة تطور مدينة الرياض ومراحل تاريخها بالرجوع إلى المصادر التاريخية والجغرافية وكتب الرحلات التي تناولت المدينة وعمرانها، وقد قسم تاريخها إلى مراحل: أولاها مرحلة تاريخها القديم، وكان يشار إلى موقع مدينة الرياض فيها حجر اليمامة، وكانت حاضرة طسم وجديس الحصينة، والمرحلة الثانية من تاريخها تشمل العصر الجاهلي وصدر الإسلام، وفي عهد بني حنيفة الذين سكنوها قبل الإسلام ازدهرت حجر اليمامة، وفي صدر الإسلام وردت إشارات إلى إسلام أهل اليمامة. أما في الفترة الثالثة الممتدة من العهد الأموي حتى الدعوة السلفية فقد كانت اليمامة تتبع البحرين من الناحية الرسمية، والمدينة المنورة من الناحية العلمية، وقد استولى عليها الخوارج عام64هـ، وعادت لحكم الأمويين عام 69هـ، ثم خضعت لحكم العباسيين، وبقيت حجر قاعدة اليمامة في القرن الثامن الهجري، وفي منتصف القرن التاسع استقر ربيعة بن مانع الجد الثاني عشر للملك عبدالعزيز آل سعود ــ رحمه الله ــ في نواحي الدرعية، ثم تفرقت حجر في القرن العاشر الهجري إلى قرى صغيرة، وقد أطلق اسم الرياض على ما بقي من المحلات القديمة من حجر في القرن الثاني عشر الهجري. وتمتد المرحلة التالية من ظهور الدعوة السلفية حتى تأسيس المملكة العربية السعودية، وظهر فيها أكثر الكتابات تفصيلاً عن الرياض لبالجريف، وحمد الجاسر، وعبدالله بن خميس، وأحمد عطار، وأمين الريحاني، وعبدالله فيلبي، ثم جرى تناول تطور المدينة في عهد الملك عبدالعزيز وتشييد معالمها المهمة. وخلص الكاتب إلى أن المعلومات عن تاريخ الرياض القديم قليلة، وأنه قد بدأ توثيق تاريخها وتاريخ المنطقة والدولة عقب ظهور الدعوة السلفية، وأن هناك حاجة لتضافر جهود المختصين لتسجيل تاريخ المدينة العمراني.
|