العنوان : مصانع النورة بمكة المكرمة:طرازها المعماري ونتاجها الصناعي حتى نهاية العصر العثماني
المؤلف : عادل محمد غباشي التنصنيف : البحوث

تناولت الدراسة مصانع النورة في مكة المكرمة؛ بهدف بيان تاريخها واستخدامات النورة ومراكز صناعتها، وطراز عمارتها، وصناعتها، وأشهر النوارين وألقابهم المهنية. وقد استهلت بالحديث عن النورة واستخداماتها، فالنورة من الحجر الذي يحرق ويسوى منه الكلس، وتعرف أحجار الكلس بالصاروج والجير والجص والقص والكلس والجبس، وتستخدم النورة في البناء وما يتصل به من أعمال زخرفية، وتبيض غزل الكتان، وصناعة النفط، وتجليد الكتب، وإزالة الشعر، والمشهور عند أهل مكة استخدامهم النورة في البناء ومتعلقاته، وكانت تخلط مع التراب والماء لتكوين خليط المونة الذي قد يضاف إليه دبس التمر أو تراب الفرن للصق أحجار البناء وما في حكمها كالآجر، ولتجصيص المباني، وعمل الطبطاب، وتكميل الدرج، وطلاء المباني، وزخرفتها، ويرجح استخدام أهل مكة للنورة في البناء قبل الإسلام خاصة الموسرين منهم. وقد استخدمت النورة في العصرين الأموي والعباسي، وتواصل استخدامها في البناء إلي نهاية العصر العثماني، وبداية العهد السعودي، وعرف أن النورة قد استخدمت في خليط المونة في العصر العثماني لبناء وتجصيص البرك والقنوات والسدود في مكة المكرمة، واستمرار استخدام المكيين للنورة حتى حل محلها الإسمنت ابتداء من عام 1370هـ/1950م. ثم تناول الباحث عوامل ظهور صناعة النورة في مكة المكرمة، وأهمها توافر أحجار الكلس فيها، ووجود الخبرات الصناعية اللازمة لإنتاج النورة وثمر العمران في مكة. وتطرق إلى مصانع النورة التي عرفت بعدة مسميات وهي الجصاصة، المصنع، فرن الجير، الجّيارة، الكلاّسة، المجيرة، الكوشة، المحرق، والجباسة، واشتهر اسم المصنع عند أهل مكة. وإن بداية ظهور صناعة النورة في مكة كانت في عهد معاوية بن أبي سفيان. وتتبع إنشاء مراكز النورة غرب المسجد الحرام، وعند بركة الشامي، وشمال المسجد الحرام، ومحلة الباب، وجرول والنوارية أو وادي سرن، وعندحبل الحوابي، وكانت النوارية والحراب مركزين مهمين لإنتاج الأحجار الخاصة للنورة، ثم وُضِّح طراز مصانع النورة من حيث الوصف المعماري وأسلوب البناء ومواده. ثم نوقشت طرق صناعة النورة ابتداء من استخداج أحجار الكلس، وتصنيع النورة، وأنواع الأخشاب المستخدمة في الحرق داخل مصنع النورة، وجودة إنتاجه ونقل النورة. وتناول سير أشهر نواري مكة وألقابهم مثل: النوار، الصنايعي، الخلاط، اللغمجي، القرّاش، الجرار، الرماي. وانتهت الدراسة بخاتمة أبرزت تنوع استخدامات النورة وأهميتها في الحركة العمرانية في مكة حتى سنة 1370هـ، واشتغال عدد من أسر مكة في صناعتها. ونظرا لأهمية صناعة النورة ومكانتها في تاريخ مكة قدّم الباحث توصيات للمحافظة على هذه الصناعة ومعالمها الأثرية في مكة.

البحث فى المجلة