تناولت المقالة تاريخ عُمان في العصر الوسيط وقد أشار الباحث إلى أنه قد لمس نقصًا في الدراسات عنه نتيجة لقلة المادة التاريخية المتصلة في المصادر التاريخية بوجه عام، ولتركيز هذه المصادر جلّ اهتمامها على أحداث مركز الخلافة والأجزاء القريبة منه، وبالتالي معالجتها باقتضاب شديد لأحداث تاريخ عمان في فترة الدراسة، وقد هدف إلى استكشاف ما يتوافر من معلومات مهمة عن تاريخ عمان في القرنين الثالث والرابع للهجرة في كتب الجغرافيين العرب والمسلمين، ورجع إلى مصادر الأدب الجغرافي الإسلامي، والتاريخ والخراج التي تطرقت إلى الموضوع، وأفاد من دراسة مؤلفات ابن الفقيه الهمذاني، وابن خرداذبة، وابن رستة، وقدامة بن جعفر، والهمذاني، وابن حوقل، والإصطخري، والمقدسي الذي قدم مادة غزيرة عن عمان تمتار بدقتها وتفصيلاتها، وقد تناول الكاتب أسماء عُمان وموقعها وحدودها، وأوضح أن المقدسي والهمذاني ينفردان عن بقية الجغرافيين بذكر أسماء عُمان، مثل منقطع التراب، أي منقطع عن الأرض بالبحر، وصحار مزون، وأما حدود عمان فقد ذكر المقدسي لجزيرة العرب أربع كور: الحجاز، ثم اليمن، ثم عمان، ثم هجر ونواحي الأحقاف، وحدد ويحدّد مساحتها بثمانين فرسخًا مربعًا، وجعل الاصطخري بلاد مهرة من إقليم عمان، ثم تناول الكاتب مدن عمان وضواحيها في كتب جغرافيي المسلمين، وذكر أن المقدسي قد قسم عُمان إلى ستة عشر مركزًا تضم منها صحار، ونزوة، والقلعة، ومسقط، وعدّ صحار قصبة، ويتفق الهمذاني مع المقدسي في أنها أهم كور عُمان، ثم تناول الكاتب خراج عمان، والمسافات منها وإليها في كتابات ابن الفقيه، وابن حوقل، والمقدسي، والإصطخري، ورأى اختلاف وحدة قياس المسافات بينهم بين الفراسخ والمراحل، ثم تناول ذكر الطرق من عُمان وإليها كالطريق من عمان إلى مكة، والطريق من البصرة إلى عُمان في البحر، وانتهى إلى أن المادة جيدة ووفيرة عن تاريخ عمان في العصر الوسيط في الأدبيات الجغرافية الإسلامية على الرغم من قلة المعلومات عن الأحوال الاقتصادية والإدارية، وعدم تناولها للأحوال السياسية .
|