دراسة تاريخية تتناول معركة ممر الجديدة أو الخيف - كما أطلق عليها محمد البسام - بين جيش طوسون بن محمد علي باشا، والقوات السعودية. وغاية الكاتب كما يقول ذكر "ما دار في هذه المعركة حسبما ذكره (فناتي) الإيطالي الذي كان جنديًّا في جيش طوسون باشا، وكان قد اشترك في معركة ممر الجديدة"، ومناقشة الاختلافات الموجودة بين رواية محمد البسام، والمعلومات التي قدمها "فناتي" من جهة، وكذلك بين أقوال طوسون باشا و"فناتي" من جهة أخرى، للوصول إلى الحقيقة التاريخية المتصلة بالحدث المدروس. وقد رجع الكاتب للكتب والبحوث التي تناولت تاريخ المدة المدروسة، وأفرد القسم الأول من دراسته لتفصيل رواية "فناتي" عن المعركة، إذ ذكر أنه بعد الاستيلاء على ينبع، مكث الجيش المصري فيها ثلاثة شهور، ثم تحرك نحو ينبع البر، وقد تجمع السعوديون في القرية وبذلوا قصارى جهدهم لدعم وضعهم وتقوية مركزهم، وجروا إلى المعركة وهزموا، وفرّ نحو (2500) شخص، وتحصنوا في نقطة ممر الجديدة مستعدين للمقاومة، وقرر طوسون طردهم منها لأنها تمكنهم من التحكم بالطريق المؤدي إلى المدينة المنورة، وبالتالي منع تموين جيش طوسون عبر هذا الطريق، وسار جيش طوسون إذ وصل ممر الجديدة نهارًا، ونصب خيامه في السهل، ثم بدأ القتال، ومني جيش طوسون بخسائر كبيرة، ثم انسحب مع من بقي من جيشه إلى مبرك. وقد ساق الكاتب رواية البسام التي تفيد أن الإمام سعود بن عبدالعزيز جهّز عسكرًا من (40000) مقاتل، وأمّر ابنه عبدالله عليه، وذهب لملاقاة جيش طوسون المكوّن من (7000) جندي منتظرًا المواجهة، وتغلب صاحب مصر عليهم لخيانة من العربان، "ورضى من ساكني البلدان". فلما نفدت ذخائره وأرزاقه بعث علي بن مضيان فجاء معه ألف راية فبعثوا الرعْب في نفوس عسكر طوسون فأدبروا إلى بدر. ثم يقارن الكاتب بين ما رواه البسام وغيره، وينتهي إلى أن البسام لم يصف بدقة موقع المعركة، وأنه بالغ في تعداد أفراد الجيش السعودي، وأن الجيش المصري قد فرّ إلى مبرك لا بدر. ومجمل القول أن جيش مصر المتفوق عددًا وعدّة قد انهزم أمام جيش السعوديين الأقل عددًا وعدّة، ولكنه كان الأقوى في الإيمان، ومن ينصر الله فلا غالب له .
|