تناول الباحثان الوضع الحالي للمياه الجوفية في حوض النفود الرسوبي الكبير لبحث إنتاج الحوض للمياه الجوفية كمّاً وكيفًا، والكشف عن نوعية المياه وخواصها الكيميائية وتصنيفها، ثم استعمالات المياه الجوفية لأغراض الري أو الشرب أو غيرها، واستشراف مستقبل المياه الجوفية وتنميتها بصفتها مصدرًا طبيعيًا من مصادر الثروة المحلية، وقد رجع الباحثان إلى التقارير والبحوث الزراعية والمائية المتصلة بمنطقة الدراسة، وتأتي هذه الدراسة الجغرافية استكمالاً للدراسة المنشورة في عدد مجلة الدارة السابق، واستهل الباحثان الدراسة بتناول الوضع الحالي للمياه الجوفية، وكشفا عن وجود (15) ينبوعًا في الحوض تغذي (4880) بئرًا قامت شركة (باسونز باسل) بتقويمها، إلا أن (28%) من تلك الآبار غير مستعملة، وتخدم الآبار المستفاد منها أغراض الري، ويعتمد أكثر من 85%منها على المضخات الآلية في رفع المياه، ويوجد على طول وادي السرحان حول القريات والعيساوية وطبرجل نحو (1030) بئرًا منتجة للماء، منها (93%) حفرت يدويًا، ويستخدم (27%) منها المضخات الآلية، ويقل عمق معظم الآبار المحفورة عن (15) مترًا، وفي منطقة الجوف وُجد أن تصريف معظم مياه آبارها ضعيف يتراوح بين (5-15) لترًا في الثانية ماخلا بئرًا واحدة بلغ تصريفها (70.6) لترًا في الثانية، وفي منطقة سكاكا (461) بئرًا منتجة، وفي منطقة تبوك (50) بئرًا منتجة، ثم تناول الباحثان إنتاج المياه الجوفية في حوض النفود الكبير الذي تزايد معدل استخراجه منذ عام 1952م، وفي أواخر الستينات قُدِّر متوسط الإنتاج السنوي للمياه الجوفية في الحوض بنحو (211) مليون متر مكعب، كانت ثلاثة أرباع الكمية المنتجة منها من نصيب منطقة القصيم، ويقدر متوسط الإنتاج السنوي للمياه الجوفية في السبعينات بحوالي (225) مليون متر مكعب، تنتج منطقة بريدة منها (44.5%) منها وهي قلب الزراعة في إقليم القصيم، ودرس الباحثان خصائص الآبار، ونوعية المياه المستخرجة، وخواصها الكيميائية وتصنيفها على أساس ذلك، كما درسا استعمالات المياه الجوفية، وختما الدراسة ببحث مسألة المحافظة على المياه الجوفية وتنميتها المرتبطة مباشرة بترشيد استخدامها واكتشاف مصادر جديدة لها.
|