إذا ما قورنت مدينة الرياض - وبالرغم من كونها قاعدة نجد، ومركز الحكم في الدولتين السعوديتين الثانية والثالثة - بمدن الحجاز الثلاث: مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة، فإن وسائل الإعلام وما يخدمها من وسائط نقل وطاقة ونحوهما، لم تبدأ إلا في زمن متأخر جـدًا، يبدأ التأريخ له فـي منتصف القرن الرابع عشر الهجري (حدود 1930م). ستُظهر الصفحات القادمة أن مدن الحجاز المذكورة سـبقت - بربع قرن على الأقل - نجدًا في هذا المجال، وفي مجالات كثيرة أخرى كالتعليم، فلقد ساعدت الظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والجغرافية في هذا السبق الزمني، الذي أصبح يعزى له أيضًا كثير من مظاهر التميّز النوعي لمنطقة الحجاز على سائر المناطق الأخرى داخل الجزيرة العربية، ويكفي أن الحجاز - بسبب وضعه الديني - كان على اتصال بالعالم الإسلامي، وتحت تأثير ثقافاته المتنوعة.
|