هدف كاتب المقالة إلى بيان الأساليب التي دلت بها نصوص القرآن الكريم والسنة المطهرة على عالمية رسالة الإسلام وتوضيحها، وقد رجع إلى القرآن الكريم والأحاديث النبوية، ومهّد بالحديث عن حياة البشرية، وارتباطها بالنبوات، قال تعالى: ( وإن من أمة إلا خلا فيها نذير ) [سورة غافر، الآية: 24]؛ فرسل الله يتتابعون في كـل أمـة يحملون الزاد الروحي الذي يقوم الحياة الإنسانية ويردها إلى فطرتها، والله ــ سبحانه وتعالى ــ قد فطر الناس على توحيده حيث قال جلّ شأنه : ( فأقم وجهك للدين حنيفًا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ) [سورة الروم، الآية: 03]؛ وحيث كانت حياة البشرية في عصورها الأولى محدودة المطالب. كان كل نبي يُبعث إلى قومه خاصة، ويحمل إليهم من هدى السماء ما يرشدهم إلى صراط الله المستقيم وما يساعدهم على تقويم حياتهم الدنيا وفق شريعة الله؛ وظلت البشرية في تطورها مع رسل الله المتتابعين إليها حتى وصلت إلى ما وصلت إليه فأذن الله ــ سبحانه وتعالى ــ بفجر رسالة جديدة عالمية ختم بها الرسالات السماوية؛ ويذكر القرآن وحدة التشريع من منبعه إلى مصبه؛ قال تعالى: ( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحًا والذي أوحينا إليك، وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه ) [سورة الشورى، الآية: 13]؛ ولقد كانت رسالة محمد صلى الله عليه وسلم للعالمين كافة؛ قال تعالى: ( وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرًا ونذيرًا ) [سورة سبأ، الآية: 28]؛ وما جاء في القرآن الكريم للدلالة على عالمية رسالة الإسلام بصيغة الإخبار قوله تعالى: ( إن هو إلا ذكر للعالمين ) [سورة ص، الآية: 87]، ومنها ما جاء بصيغة الطلب والنداء كما في قوله تعالى:( قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعًا ) [سورة الأعراف، الآية: 158]؛ كما وردت نصوص السنة مرافقة لنصوص القرآن دالة على عالمية رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس كافة"؛ وقد بُشّر برسالته في الكتب السماوية؛ إذْ جاء في القرآن الكريم: ( وإذْ قال عيسى بن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقًا لما بين يدي من التوراة، ومبشرًا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد) [سورة الصف، الآية: 6]، ثم مضى الكاتب يوضح مثل الإسلام السامية في المساواة والعدالة والرحمة.
|