دراسة لغوية تناولت مادة السلاح وما تتصرف إليه من ثروة لغوية في التراث والمعجم العربي القديم، وهدف كاتبها إلى استقراء طائفة من النصوص الأدبية القديمة، مجردًا من ذلك مادية لغوية، مشيرًا إلى أصولها القديمة وتطورها، وقد رجع إلى المعجمات العربية، ومصادر الشعر في العصر الجاهلي وحياة العرب فيه، وبدأ بتناول مصطلح "السلاح"، ومعناه كاسم جامع لآلة الحرب، وأشار إلى أن الأعشى استخدم لفظ السلاح ليعني السيف، واستعرض أهمية السلاح في زمن الجاهلية التي كانت تكثر فيها الفرقة والخلاف والغارات والغزو، مما أبرز الحاجة إليه، وكان العربي يفخر بسلاحه، ويعكس الشعر شعوره بالأمان والطمأنينة ما دام سيفه إلى جانبه، كما تطرق إلى إكثار الشعراء العرب من أوصاف السلاح والسيوف منها على نحو خاص، وأنهم استعاروا لها تشبيهات ظريفة، فالسيوف كالبرق اللامع وسط الظلام، وسنان الرمح كالنجم الثاقب في ليل أسود، كما ورد في شعر عنترة، كما اقترنت بعض صفات السلاح بضروب من الشجاعة، والكناية عن الإقدام والبأس، فإذا وصف الرمح بالطول فإنما يراد به قوة حامله وشدة أسره، وإذا طالت اليد عند العرب فإنما يراد بها إقدام صاحبها، ثم تناول الكاتب أنواع السلاح مبتدئًا بالسيوف بوصفها أهم الأسلحة القديمة، وأشار إلى كثرة شعر العرب الذي تطرق لها ووصفها بدقة وأورد ابن دريد أن السيف من ساف، وساف ماله أي هلك، فلما كان السيف سببًا للهلاك سمي سيفًا، وعرض الكاتب أسماء السيف في الشعر الجاهلي، ومنها المُنصُل، والمنصَل، والمِغول، والمِشمل، والوشاح والوِشاحة، واللُّج واللَّجة، والوقام، والحسام، والصارم، ثم تحدث عن أنواع السيوف وذكر منها المشرفي وهو من أجود السيوف، وسمي كذلك نسبة إلى مشرف باليمن، وسُمِّي الهندواني إذا عُمِل ببلاد الهند، ونسبوا بعض السيوف إلى بلاد الروم فسموا السيف بالروميّ، والسيوف السريجية منسوبة إلى سريج من بل أسد، ثم تناول أسماء أجزاء السيف، والرماح وأنواعها وصفاتها وأجزاءها، والدروع وأنواعها وأسماءها
|