تعرض هذه المقالة تقويمًا للشعر في العصر المغولي والعصر المملوكي، ثم العصر العثماني، ويرمي الكاتب إلى توضيح خصائصه ومواضيعه وأغراضه. وقد رجع الكاتب إلى مصادر تاريخ الأدب العربي والشعر في الجزيرة العربية؛ وقد تحدث في البداية عن الإطار الزمني للشعر المدروس فذكر أنه يمتد من سقوط الخلافة العباسية إلى دخول الفرنسيين مصر بقيادة نابليون سنة 1213هـ/ 1798م، ثم عرض للشعر في العصر المملوكي وأشار إلى ما اتصف به من ضعف، وتناول نماذج من شعراء العصر المملوكي كالتلعفري، والشاب الظريف، والتلمساني، وابن نباتة، وابن حجة الحموي، أما من شعراء العصر العثماني فتطرق إلى: عائشة الباعونية، ومامية الرومي، وعبدالرحمن الحميدي، وشهاب الدين النابلسي، وشمس الدين الصالحي، ودرويش الأرتقي، وعبدالله الشبراوي، ومحمد سعيد السمان، وابن سلامة الأدكاوي، وفتح الله النحاس؛ ثم أجمل الظواهر الشعرية التي شاعت في قصائد شعراء العصر المملوكي، ثم شعراء العصر العثماني من بعده، وهي: نظم المدائح النبوية بما في ذلك البديعيات، وكثرة الشعر الإخواني في التهاني والتعازي وغيرها، ومعارضة شعراء العصور السابقة، وشيوع التخميس والتشطير، وعدم خروج الشعر إجمالاً عن الشعر القديم في صوره وأفكاره وتعابيره، وغلبة السطحية والضحالة والتصنّع اللفظي عليه، وشيوع الأوزان العامية فيه كالزجل والمواليا، والموشحات، والمربعات، وحوادث التاريخ، والمعميات والأحاجي؛ وبوجه عام كانت ظواهر انحطاط الشعر أكثر وضوحًا في سائر الأقاليم، وإن خفّت وخفتت في ظلال الدعوة الإصلاحية، ونجد من شعراء الجزيرة ابن عثيمين يعارض بائية أبي تمام، كما نجد من صور التضمين في تخميس عبدالله بن عبدالقادر لأبيات عزة العمري، وشعرًا لابن مشرف في التاريخ والأخلاق، واستخدام الأوزان العامية في شعر عبدالرحمن المكي، ومحمد قابل الجمال، أما الصنعة اللفظية فقد شاعت في شعر الحجاز والأحساء، وهيمنت الرقة والسهولة عليه أيضًا، وقد أبرز الكاتب محاولات شعراء الدعوة الإصلاحية للنهوض بأغراض الشعر.
|