تتناول المقالة منهج ابن قيم الجوزية في تفسـير القـرآن الكريم، ويهـدف الكاتب إلى بيان خصائص هذا المنهج وأبعاده البلاغية، وقد رجع إلى القرآن الكريم وتفاسيره وكتب علوم القـرآن ومؤلفات ابن القيـم، ومهد للدراسـة بالتعريف بشـخصية محمـد ابن أبي بكر بن أيوب المكنّى بأبي عبدالله والملقب بشمس الدين، والمشهور بابن القيم أو ابن قيم الجوزية، والجوزية مدرسة بدمشق كان أبوه قيِّمًا عليها، وقد عاش بين سنتي 691-751هـ، ثم تحدث الكاتب عن تفسير ابن القيم للقرآن، الذي جاء مبثوثًا في كتبه، وأشار إلى أنه يعرض لتفسير آية معينة لبيان حكم شرعي أو في ردٍّ على فرقة انحرفت عن منهج القرآن الكريم، وأنه تنـاول حـروف القرآن، والكلمـة وحســن اختيـارها، وتناسـقها مع غيـرها، ونظم الجملة وتناسبها، وقد ركّز الكاتب في معالجته على تناول ابن القيم لحروف القرآن الكريم وجوانبه البلاغية، فبدأ بالحروف المقطعة الواردة في أوائل تسع وعشرين من سور القرآن الكريم، وقد اختلف العلماء في تفسيراتها والسبب في بدء السور بها، وظهر عجزهم عن الوصـول لأسـرارها، ورأى ابن القيـم أنه كان في ذكْر الحروف في بدايات سور كتاب الله ــ تعالى ــ التنبيه على كمال ربوبيته، وتمام إحسانه وإنعامه، وبهذه الحروف علّم القرآن، وفضّل الإنسان على سائر أنواع الحيوان، وأنزل كتبه، وأرسل رسله، وجمعت العلوم وحفظت، وقد ألهم الله الإنسان بضم بعضها إلى بعض فإذا هي كلمات، ثم ألهمه تأليف الكلمات بعضها إلى بعض فإذا هي كلام دالّ على أنـواع المعـاني، ثم وضّح الكاتب نظرات ابن القيم في دلالات الحروف، وخلص إلى أنها تعكس حسّه البلاغي العميق وفقهه للنص
|