داسة للوثائق العثمانية في دير سانت كاترين بسيناء، وهدف كاتبها إلى بحث موضوعها وكتابتها وأعدادها ومضامينها، واستند إلى فحص الوثائق المبحوثة ذاتها وما حوته من معلومات، وقد مهّد بالحديث عن العناية بدراسة محتويات دير سانت كاترين وتصويرها من جانب عدد من الهيئات الأمريكية وجامعة الإسكندرية، وعرض لتاريخ بناء الدير على الطراز البيزنطي في عهد الإمبراطور جستنيان، وما تمتع به من رعاية وحماية تواصلت عبر فترة الحكم العثماني، ثم تناول المحتوى الموضوعي المتشابه لوثائق الدير المتصلة بعلاقة رهبان الدير بالعربان والحكومة، ووصف لغة الوثائق التي تشوبها الأخطاء النحوية والهجائية، وتواتر الألفاظ نفسها والعبارات في مواضع كثيرة منها، كما استعرض القضايا التي عالجتها الوثائق وبخاصة العلاقات بين الدير والقبائل المجاورة له، وتناول الضمانات التي منحتها السلطات العثمانية والمصرية لرهبان الدير، وتتصل هذه الضمانات بإقرار العلاقة بين رهبان الدير والقبائل البدوية، وبتنظيم علاقة الرهبان بالسلطات الحاكمة، وعرض للخدمات التي كانت تقدمها القبائل للدير وقاطنيه، مثل المحافظة على سلامته وحماية أرواح ساكنيه وزواره وممتلكاته، ونقل ما يحتاجه من مؤونة وحطب وثمار. وقد استمرت حماية الدير ومصالحه في عهد محمد علي باشا. ثم عرض نتائج دراسته ومن أهمها أنّ العثمانيين كانوا يعينون لسيناء حاكمًا عسكريًا تركيًا خاضعًا مباشرة لهم مما يوضح إدراك أهمية موقع سيناء الجغرافية والعسكرية والاتصالية، وأنّ شكاوى عديدة رفعها الرهبان ضد اليهود الذين يفدون إلى سيناء ولا يغادرونها رغم أن الأوامر السلطانية تحرم عليهم سكنى سيناء، وأن الدير لم يكن مكانًا للعبادة فحسب، بل أيضًا مركز نشاط وحياة وسط الصحراء، وكان المسجد الكائن بالدير يمثل مركز تجمع إسلامي للعربان المتفرقين في هضاب سيناء ووديانها وفيافيها.