تناولت المقالة مجموعة من الأوابد التي كانت موجودة بين أهل البادية الأردنية قديمًا، ومن تلك الأوابد ما اتصل بكوكب الزهرة ا لتي كانوا يسمونها "أم العرايس" لاعتقادهم أن الفتاة التي تراها عند ظهورها سوف تتزوج بمن تحب وتسعد في زواجها، وذهب الكاتب إلى أن العرب قديمًا كانوا يطلقون عليها لقب إلهة العشق، ومن تلك الأوابد تشاؤمهم من النجم ذي الذنب، وقد ظهر هذا النجم في سنة 842م وفيها توفي الخليفة العباسي الثامن المعتصم بالله، ويقول الفلكيون أنه هو النجم الذي لاحظه الفلكي الإنجليزي هالي في سنة 1682م، وقد ظهر في سنة 1910م، وفي سنة 1970م، وكان الناس يربطون ما بين ظهوره وطروء الحوادث الجسام والنوائب، وكان الأرادنة يتشاءمون من رؤية الشهب، ثم ذكر الأوابد الأردنية المتصلة بحمامات زرقاء ماؤها عين ذات المياه الكبريتية الحارّة، وكان البدو يسمونها "حمامات سليمان بن داهود"، اعتقادًا منهم أنه أقام حماماته في هذه البقعة، وكان يسخر الجن كي يضرموا النار ليل نهار لتسخين مياهها، وكانوا يتوسلون بالمياه للاستشفاء مما بهم من مرض، وكان من عادتهم أحيانًا أن يذبحوا ذبيحة عند النبع الأكبر ويلقوا دم الذبيحة في الماء، وكان بعضهم يزورها للتكريم لا للاستشفاء، ومن الأوابد الأردنية الاستغاثة عند احتجاب الغيث، فتجتمع ما لا يقل عن خمس فتيات على أن يكون العدد فرْدًا، يحملْن عصا طويلة يجعلنها كهيكل ويضعن عليها كساء نسويًا يمثل امرأة، ويطفن بالأحياء، ويغنين أغنية خاصة، والأصل في الاستغاثة أن يرافقها ذبيحة لإكرام الفتيات المستغيثات، وكانت الذبيحة تدعى "ذبيحة أم الغيث" أو "ذبيحة الغياثات"، كما أن من الأوابد الأردنية أنه عند نزول الغيث لأول مرة في السنة يتجمع الأطفال إناثًا وذكورًا ممن هم دون سن العاشرة ويتعرضون للغيث وهم يرقصون ويطوفون بالأحياء ويغنون أغنية خاصة، وكان من أوابدهم اعتقادهم أن إلقاء الملح في الماء وتحريكه سبع مرات باليد اليسرى ونداء الشخص الغائب في المرات السبع يحضره في الحال ولو كان وراء سبعة أبحر، وأشار الكاتب إلى أن هذه الأوابد قد تلاشت وما يزال بعض العامة يعتقد ببعضها
|