تناولت المقالة نشأة المئذنة في المساجد، وهدف كاتبها إلى بيان الأصول العربية الإسلامية لبنائها، وقد رجع إلى الأحاديث الشريفة وإلى كتب العمارة الإسلامية، والتاريخ الإسلامي، وكتابات المستشرقين حول الموضوع، وأشار إلى رأي (سوفاجيه) من أن المئذنة الأولى في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم قد اتُخذت أنموذجا في جميع المساجد من بعد، وقد جرى تتبع ظهور المئذنة بوصفها وحدة معمارية أنشأها المسلمون منذ فجر الإسلام تمشيا مع مقتضيات عقيدتهم. وأوضح أنه قد تدارس المسلمون في المدينة المنورة كيفية الدعوة إلى صلاتهم المكتوبة، وإعلان وقت الصلاة، وقد أمر رسول الله صلىالله عليه وسلم أن يرفع بلال الأذان لأنه أندى صوتا للإعلام عن دخول وقت الصلاة، ورجح أن يكون ذلك قد حدث في السنة الأولى للهجرة، وروت امرأة من بني النجار أن بيتها كان أعلى البيوت حول المسجد، فكان بلال يؤذن عليه الفجر وورد في »الطبقات الكبرى « لابن سعد أنه ما إن بنى رسول الله عليه افضل الصلاه واتم التسليم مسجده، حتى أذن بلال على ظهر المسجد، وقد رُفع له شيء فوق ظهر المسجد ليرقى عليه عند الأذان، ويتوقع أن يكون ذلك الارتفاع كتلة مبنية من اللبن فوق ركن المسجد. وكان في دار عبدالله بن عمر أسطوان في قبلة المسجد يرقى إليه بلال بأقتاب فيؤذن، وكانت الاقتاب تؤدي دور درجات السلم، وكان يقال لذلك الأسطوان المطمار، وكان عاليًا، وأطلق عليه عبدالعزيز بن مروان اسم منارة، وكان عاليًا مربع الشكل وخارج المسجد. وكان الشكل المربع للمئذنة المثل الذي احتذاه المعماريون المسلمون فيما بعد في بناء المآذن، كما أن تربيع قاعدة المآذن صار أسلوبًا متبعًا سواء كان جسم المئذن مربعًا أو مضلعًا أو مستديرًا.وفيما سبق يتضح الأصل العربي الإسلامي لبناء المئذنة.
|