إن فنون العمارة والزخرفة الإسلامية شأنها شأن سائر مظاهر الحضارة الإسلامية قد نشأت على أساس قويم من العروبة والإسلام، وظلت على الرغم من تطورها وتفرعها محتفظة بالروح العربية الإسلامية التي كان لها الفضل في أصالتها ووحدتها، وناقش الكاتب هذه المقولة بهدف إثباتها وتوضيحها. وقد رجع إلى نصوص القرآن والسنة بالإضافة إلى مصادر الفنون الإسلامية. وقد استهل الكاتب مقالته بإبراز جماليات فنون العمارة والزخرفة الإسلامية، وفضل العروبة والإسلام في تكوين التراث الإسلامي العظيم في مجالات العمارة والزخرفة، ثم تناول بعض المظاهر الفنية عند العرب قبل ظهور الإسلام، وبخاصة ما تعكسه عمارة الحصون والقصور والأسوار والأسواق، كما تطرق إلى ما عرفوه من ضروب الفن التشكيلي والفنون المتصلة بحياتهم مثل صناعة الفخار والحي والنسيج المزوق والجلود. ولما سطع نور الإسلام، وظهرت دولته، وانتشرت دعوته، واتسعت فتوحاته، وأسس حضارته قامت الفنون فيها على محاور عربية إسلامية راسخة من أهمها المسجد الذي يعده الكاتب عاكسًا لأهم معالم الفنون الإسلامية. ثم تناول تطور عمارة المساجد وبخاصة عمارة المسجد النبوي في المدينة المنورة، ومساجد البصرة، والكوفة، والفسطاط، والقيروان، ودمشق. وأشار إلى تطور أساليب تخطيط المساجد وتصميمها، ثم تطرق إلى انتقال مظاهر الفن الإسلامي إلى عمارة القصور والمدارس والقلاع، وإلى تطور أساليب الزخرفة التي شملت الأشكال الهندسية والنباتية والكتابية، وتطور فنون الزخرفة التطبيقية على المآذن والثريات والمساند والنوافذ والأبواب المصفحة، وخشب المنابر والزجاج. وتطرق إلى زخرفة أغلفة المصاحف والكتب وإلى فن التذهيب، وخلص الكاتب إلى أن فنون الزخرفة الإسلامية والتصوير قد ابتعدت عن مضاهاة ما له روح .
|