ناقش الكاتب أوزان الفعل الثلاثي في لغة تميم، وقد جمع الأفعال الخاصة بهذا النوع والمنسوبة إلى تميم مع مقابلها عند غيرهم، بهدف الوصول إلى نهج خاص بشأنها، ووزعها على الأبواب التي حددها الصرفيون وفق الصيغة التميمية مع تعليق عليها يعين في تحديد نسبة الفعل إلى الباب الذي أُدرج تحته، مبتدئا بفَعَلَ يفعُلُ، كما في ركَنَ يركُنُ عند تميم وقيس، في مقابل ركَن يركَنُ عند غيرهم، وعَرَش يعرُش لدى التميميين، وعَرش يعرِشُ عند غيرهم، ثم علّ يعُلُّ ويعِلُّ بمعنى شرب ثانيًا، أو شرب بعد شرب تباعًا، وقد عزا أبو بكر بن الأنباري ضمّ عين المستقبل إلى تميم وكسره إلى قيس، ثم تناول الكاتب وزن فَعَل يفعِل كما في بطَشَ يبطِشُ عند تميم، وعند الحجازيين بطش يبطُشُ، وسمَتَ يسمِتُ عند تميم، وعند غيرهم سمَتَ يسمُتُ، وأورد الصنعاني المضارع فقط، وشتَم يشتِم عند تميم وعند الحجازيين من باب نصر، ثم تناول وزن فَعَلَ يفْعَلُ كما في جَنَحَ يجنَحُ عند تميم، وجنَحَ يجنُحُ كنصر ينصُرُ عند قيس، وجنح يجنِحُ عند سواهم، ثم تناول وزن فَعِلَ يَفعَلُ كما في بريءَ يبرَأُ، ثم بعِدَ يبعَدُ عند تميم، وعند غيرهم بعُدَ يبعُدُ، ثم تناول الكاتب وزن فَعِل يفعِلُ، كما في وصِبَ يصِبُ عند تميم بمعنى أحسن القيام على ماله، وعند غيرهم وصَبَ يصِبُ، ثم تناول الكاتب وزن فَعَل يفعُل كما في دام بمعنى ثبت، يدوم عند تميم، وقد درس الكاتب الفعل الثلاثي وعرض رأي الفارابي حول أوزان الفعل الثلاثي، ثم عرض رأي إبراهيم أنيس الذي استخلصه من دراسة للأفعال الصحيحة الواردة في القرآن الكريم بالقراءة الشائعة وهي برواية حفص عن عاصم، والتي استعملت مرة في الماضي وأخرى في المضارع، وقد وجد أن هناك (134) فعلاً في القرآن الكريم بصيغتي الماضي والمضارع، وأنها خلت من باب فعِل يفعِل، ووجد الكاتب أن الصيغ التميمية قد قدمت لنا (28) فعلاً خالفت فيها تميم غيرها في ضبط عين المضارع، وورد من هذه الأفعال في القرآن الكريم (13) فعلاً
|