تناولت المقالة عوامل نجاح الملك عبدالعزيز آل سعود في توحيد أجزاء المملكة العربية السعودية ولم شمل قبائلها، وأرجحها إلى خصاله ومؤهلاته القيادية، والظروف الداخلية والخارجية التي أحاطت بمسيرته، فمن حيث خصاله ومؤهلاته القيادية، والتي من أهمها تدينه الذي كان له أثر بعيد في استقطاب أكثرية سكان البلاد، ومن خصاله الكرم حيث كان سخيًا جوادًا، واتصافه بشجاعة المتّزن المفكر، وإقدامه إذا رأى الإقدام ضروريًا ومفيدًا، وشجاعته ومن مظاهرها ثقته بأقرب المقربين إلى خصومه ليصبحوا بعد الانتصار عليهم في حراسته، وقوة إرادته ومهارته في التعامل مع الانتصار والهزيمة، فالانتصار لم يدخل إلى نفسه الغرور، والهزيمة لم تزرع فيه اليأس، وكان يتوّج انتصاره العسكري بالعفو، ومن قوة إرادته مثابرته في الوصول إلى أهدافه، وعرف بلجوئه للمشورة، حيث كان من رجاحة عقله وحسن تدبيره أنه كان دائم المشورة، وكان يستشير ذوي الخبرة والرأي في المجالات المختلفة، وعُرِف بذكائه في التعامل مع خصومه خاصة في التمويه عليهم وكتمان أمر تحركاته نحوهم وحذره وحيطته، كما عرف بوعيه للتاريخ والاستفادة من وقائعه، خاصة تاريخ الدولة السعودية ومسيرتها ومصيرها، وعرف بحسن اختياره لرجاله العاملين معه، وعمق معرفته بقومه. وكان للإعلام دور مهم في مرحلة توحيد البلاد، وقد استفاد الملك عبدالعزيز من ذلك في مواجهته لابن رشيد، وقضائه على الإشاعات التي أطلقت حول مقتله عقب لقائه مع محاربي العجمان. وكان سكان البلاد حاضرة وبادية يرون أنه محظوظ سواء في تخطيطيه وتحركاته ونتائج مساعيه، أو في ارتباك خصومه أمامه، والقول بأنه كان ذا حظ عظيم لا ينقص من قدره ولا يضعف من شأنه. ومما أسهم في نجاح الملك عبدالعزيز في مساعيه لتوحيد البلاد الظروف الاجتماعية، والاقتصادية، والإدارية، والسياسية التي كانت سائدة في نجد، وعسير، وجازان، والحجاز، وهكذا فبتوفيق من الله استطاع بخصاله وحسن تدبيره وإفادته من كافة الظروف المساعدة أن يوحد هذا الكيان الكبير المستقر المزدهر لمملكته
|