يتناول الكاتب تحقيق التراث ونشره بوصفهما توأمان يكمل كل منهما الآخر، لكن يعوزهما التنظيم والتنسيق لئلا يتكرر تحقيق نفس المخطوط في القطر أو في أكثر من قطر، وهدف إلى بيان أبعاد هذه القضية وطرح حلول لها، وقد رجع إلى المجلات والمصادر التي عالجت نشر التراث العربي المخطوط، واستهل بالحديث عن غنى التراث العربي المخطوط والارتباط ما بين نهضة الأمة وبعث تراثها، ثم تناول تحقيق التراث ونشره فأوضح اشتغال الباحثين والدارسين والمؤسسات الرسمية ودور نشر التراث بذلك من غير أن يكون هناك اتصالات وتنسيق لجهودها، وقد قدّم الكاتب أمثلة من كتب التراث الكثيرة التي أعيد تحقيقها ودراستها في مصر، والسودان، والعراق، ولبنان، والمملكة العربية السعودية، وسوريا، والمغرب، وتونس، وكان لغياب أدوات الضبط الببليوجرافي الجيدة للإنتاج الفكري المطبوع والمحقَّق دور في تفاقم ظاهرة التكرار في تحقيق مخطوطات التراث ونشرها، وقد أفادت في التعرف على الإنتاج الفكري العربي المطبوع الأدوات الببليوجرافية الفردية الصادرة في مصر بالإضافة إلى مجلة معهد الدراسات الشرقية بالقاهرة، والمجلات الاستشراقية التي تنشر بلغات أجنبية ولا يحيط بصدورها الكثير من المحققين، ويقترح اتصال المحققين بمعهد المخطوطات العربية والتنسيق معه بشأن اختيار مخطوطات التحقيق، ثم تناول الازدواجية في جهود أصحاب الرسائل الجامعية في تحقيق التراث المخطوط، واقترح لتنظيم هذه الجهود قيام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم أو اتحاد الجامعات العربية بإصدار نشرة ببليوجرافية تحصر الرسائل الجامعية المسجلة في الجامعات العربية، والجامعات الأجنبية التي تتناول التراث العربي المخطوط، وتعلن نشرة معهد المخطوطات، وتناول تكرار التحقيقات المترجمة، وخلص إلى ضرورة تنسيق جهود التحقيق والدراسة والترجمة للتراث المخطوط.
|