كان الجواليقي كثير العناية بالرواية، وله إلمام واسع بالقراءات، ولذلك استشهد ببعضها في مؤلفاته، وقد تمتع بثقافة واسعة، وفي شرحه لأمثلة سيبويه رتب الكلمات في أبواب وفق حروف الهجاء، وعني بالنظر بوزن الكلمة، والأوزان التي ذكرها كثيرة منها الثلاثي، والرباعي، والخماسي، والسداسي، وقد حصر الكاتب اثنين وعشرين وزنًا ضمت: فُعُل نحو أُنُف، وأَفعَل نحو أَجْدل، وإِفْعال نحو إِعْصار، وإفعيل نحو إكليل، وأُفعول نحو أسلوب، وأَفاعيل نحو أَقاطيع، وأفْعلاء نحو أربعاء، وفعّلة نحو إمّعة، وغيرها، ولبعض الكلمات أكثر من وزن، ونجده يذكر أوزانها دون أن يوضح الأساس الذي أدّى إلى اختلاف أوزانها، وهناك كلمات كثيرة يذكر وزنها دون أن يوضح حروف الزيادة فيها، من غير أن يوضح ما حدث بها من إعلال أو إبدال، ودون أن يوضح ما إذا كان هناك وزن آخر للكلمة مع استثناءات قليلة، وعند ذكر الجواليقي لوزن الكلمة كان يشير أحيانًا إلى نوعها إن كانت اسمًا أو صفة، ثم يقدم شرحًا موجزًا للكلمة مخالفًا بذلك أصحاب المعاجم الذين يفيضون في شرح الكلمة ويوضحون معانيها، وقد كان يوضح المعنى الذي يأتي به بشواهد من القرآن الكريم، والحديث الشريف، ثم الشعر، أو أقوال اللغويين، أو الأمثال، واعتمد في شرحه للكلمات على أقوال العلماء الذين سبقوه، وكان نزيهًا ملتزمًا بالمنهجية العلمية في نسبته الأقوال إلى أصحابها، وممن أخذ عنهم ابن الأعرابي، وابن الأنباري، وابن دريد، وأبو حاتم السجستاني، وأبو زيد الأنصاري والأصمعي، ومن علماء النحو ابن السراج، والسيرافي، والخليل، وسيبويه، والمبرد، ونقل عن البصريين وعن الكوفيين دون تعصب لمذهب أي منهما، فكان يأتي مثلاً أحيانًا بأكثر من رأي في شرح الكلمة، وفي وزنها، وفي معناها، وقد يرجح رأيًا، وقد وقف كاتب المقالة على استخدام الشواهد وحلل أنماطها ومصادرها. وانتهى إلى أن أهمية جهود الجواليقي تأتي من تقديمها لشرح ثري وقيّم لأمثلة سيبويه.
|