ترجمة لوصف رحلة قام بها الرحالة البريطاني (تسيجر) عامي 1945 و1946م عبر تهامة وعسير وجبال الحجاز، وكان موظفًا في بعثة مكافحة الجراد. وهدف المترجم إلى أن يقدم للقارئ العربي تفاصيل هذه الرحلة حول البقاع التي زارها المترجم، والمجتمعات فيها، وأوضاعهم المعيشية، وأنظمة حياتهم، وعاداتهم، وتقاليدهم، وأسواقهم، وتجارتهم، ونشاطهم الزراعي والرعوي وحاصلاتهم الزراعية وطراز عمارتهم، وأسماء الأمكنة والجبال والأودية. وأشار المترجم لدقة تلك التفاصيل وبعدها عن التعصب، وأثريت الترجمة بالتعليقات والتوضيحات. لقد تنقل الرحالة من القنفذة حتى حدود المملكة العربية السعودية مع اليمن، ثم إيابًا من أبها إلى الطائف، وصحبه أدلاء من أهل المنطقة، وقد بدأ رحلته من وادي الأحسبة إلى الشمال من القنفذة قاصدًا المُخْواة التي تقع بين شدا والأصدار في بقعة من الأودية المتشابكة والتلال الوعرة، ثم عبر وادي بطاط الذي اشتهر بالزراعة المروية، ثم ذهب إلى وادي يبة الواقع في وسط تلال من الصخور الجرانيتية - ويكتظ هذا الوادي بأشجار النخيل، وينتج محاصيل من الذرة والسمسم، ثم وصف وادي خاط وأراضي قبيلة حميضة الزراعية في بارق، ووصف مساكنها ومعيشة أهلها، كما وصف حياة قبيلة آل جَبْلي التي تسكن ضفتي وادي آل جبلي. ووصف وادي حلي، ثم بدو قبائل ربيعة الطحاحين، وبني هلال، ومنجحة، وكذلك بدو بني نمار، وشهران، وقحطان، وخولان، والرّيث. كما وصف تهامة وسهلها الساحلي الرملي، وهي تنقسم إلى: تهامة الشام وتهامة عسير، ويعيش التهاميون في الأودية بوجه عام، وتتسم حياتهم بالاستقرار، وينتسب التهاميون بصورة عامة إلى أسماء أوديتهم. وتحدث عن قبائل عسير. وتواصلت الرحلة حتى الوصول إلى الطائف، ولقي الرحالة كل المساعدة من أمراء المناطق التي عبرها خاصة وأنه كان ينتقل فيها بإذن من الملك عبدالعزيز رحمه الله.
|