تناول الكاتب شعر الدعوة الإسلامية مركزًا على شعر حسان بن ثابت ورؤيته الإسلامية، ويهدف إلى تحليل أبعاد هذه الرؤية، ووصفها، وبيان مدى تأثر حسان بالإسلام، وقد رجع إلى كتاب الله العزيز، وأحاديث، رسوله، وسيرته صلى الله عليه وسلم، وإلى شعر حسان. وقد بدأ بمعالجة الجانب الأهم من جوانب الرؤية الإسلامية ويتصل بالدعوة الإسلامية. لقد اقتبس حسان أوصاف الرسول في القرآن الكريم ووظفها في شعره توظيفًا مناسبًا. وقد اشتملت مدائحه للرسولصلى الله عليه وسلم على معانٍ إسلامية رائعة تبين فضله عليه الصلاة والسلام، وبعثته التي كانت بعد فترة من الرسل، ودوره في إنقاذ البشرية، والدعوة إلى الله من الأمور التي أمر بها الإسلام وعدّها من أحسن الأعمال، ولم يتردد حسان في تحسين شعره بمعاني الدعوة إلى الله في مدحه للرسول صلى الله عليه وسلم، بل إن الدعوة إلى الله قد وردت على لسان حسان مباشرة. ثم تناول جانب التعبير عن أحداث الإسلام، وأوضح أن شعر الغزوات الإسلامية تسجيل لأحداث هذه الغزوات، وتمثيل لانطباعات المسلمين وفي مقدمتهم شعراؤهم، وكان حسان أول من صور هذه الأحداث، وأول مدافع عن المسلمين فيها، وقد قال له النبي صلى الله عليه وسلم: "كأنك تنضحهم بالنبل"، وكان حسان يصدر في تصوراته للأحداث الإسلامية من منطلقات إسلامية، سواء من حيث الرؤية للحدث، أو من حيث اقتباسه للمعاني القرآنية، كما في تصويره لعمل المسلمين في سبيل نصرة الإسلام كجهادهم في سبيل الله، وتصويره لفوز المسلمين في غزوة بدر الكبرى. وإذا كان حسان قد اقتبس معاني كثيرة من الآيات القرآنية في كثير من أشعاره، فإنه قد أشار أيضًا إلى بعص أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن أهداف حسان من هذا الاقتباس أخذ العبرة من الحدث وإعلان ذلك في شعره. ولم يقتصر حسان على تصوير الأحداث الدنيوية، بل تجاوزها إلى وصف مصير المسلمين، ومصير المشركين يوم القيامة، ثم تناول الكاتب هجاء حسان للمشركين لكفرهم وابتعادهم عن الإيمان، وتناول نصرة الأنصار للرسول صلى الله عليه وسلم، وانتهى إلى بيان الحكم والمواعظ في شعر حسان.
|