تناول الكاتب المثلة ومعناها وممارستها، وهدف إلى توضيح مفهومها وتطبيقها وتاريخها. وقد رجع إلى كتب التفسير ومصادر الحديث الشريف والفتوح والمغازي والسير. وتشير المعجمات اللغوية إلى أن المثلة تعني التنكيل والتشويه بالمخلوق قبل موته أو بعده بتقطيع أطرافه أو أجزاء أخرى من جسمه. وكانت المثلة معروفة عند شعوب مختلفة قبل الإسلام كقوم فرعون. وقد تنوولت المثلة عبر الفترات التاريخية، واستُهل بتناول المثلة في عهد الرسولصلى الله عليه وسلم وأُشير إلى أنه وضعت ضوابط تبين الحكم في المثلة والتنكيل بالمخلوق، حيث ذكر القرآن الكريم تطبيقها في حالة من حارب الله ورسوله، وبصفة عامة فإن موقف الإسلام من المثلة صريح وواضح حيث نهى عن التمثيل والتنكيل والتشويه بخلق الله، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يتلافى تطبيق المثلة، وأما في العهد الراشدي فنجد أن منهج تحريم المثلة قد استمر إلا في مواقف قليلة استُعرضت حيث طبقت ضد المرتدين من قبائل هوازن، وسليم، وبني حنيفة الذين قاموا بالاعتداء على أرواح الناس وتدمير الممتلكات. وفي العهد الأموي توسعت رقعة العالم الإسلامي وظهر للأمويين معارضون، وقف الأمويون في وجههم وأنزلوا بهم صنوف التعذيب والعقاب والتنكيل كما فعلوا في موقعتي كربلاء والحرة. وفي سنة 132هـ/749م ظهر العباسيون على الأمويين وألقوا القبض على الكثير من رجال بني أمية وأعوانهم فوضعوهم تحت العقاب والتنكيل ومنهم مروان بن محمد الذي قتلوه وقطعوا بعض أطرافه واحتزوا رأسه. والخلاصة أن المثلة كانت معروفة عند العرب وعند الأقوام السابقة لعصر الإسلام، وورد في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يحرمها إلا في حالة من حارب الله ورسوله.
|