تناول الكاتب قضية الصلة التي ترد في الحديث عن حذف صلة الموصول، وأحوال (أيّ) الموصولة وعمل النحاة في قياس بعض استخداماتها غير المسموعة عن العرب، وقد رجع إلى دراسات إعراب القرآن ثم شروح الألفية في النحو وغيرها من الكتب في الموضوع . وقدِّمت المقالة بعرض تصنيف الموصولات إلى موصولات حرفية وهي أن، وكي، وأَنَّ، وما، ولو، وموصولات اسمية أو أسماء موصولة وهي : الذي، وحتى، واللذان، واللتان، والذين، واللاتي، ويتفرع عن كل واحد من هذه الاسماء أسماء أخرى أقل شهرة، وهناك الأسماء الموصولة المشتركة التي لا تتغير صيغها بتغير الجنس والعدد، فهي تصلح للمفرد والمثنى والجمع المذكر أو المؤنث، ومن هذه الأسماء مَنْ (للعاقل) ، مَا (لغير العاقل) ، ذَا ، وذو، وأيّ ويجمع بين هذه الموصولات حاجتها إلى صلة، وهي التي تُسمى بصلة الموصول، وقد سماها سيبويه (حشوا) ، ويشترط في هذه الصلة أن تكون جمله، حيث لا تصلح الكلمة المفردة صلة لموصول، وأن تكون الجملة خبرية فلا تصلح الجمل الانشائية أو الطلبية صلات، وأن تشتمل الجملة على ضمير ملفوظ أو مقدّر يعود على الموصول ويُسمَّى العائد، وهذه الشروط محل خلاف بين النحاة في تفاصيلها، خاصة طول الصلة، وأحوال (أيّ) الموصولة، وأما بالنسبة إلى المسألة الأولى فاشترط البصريون طول الصلة لتسويغ حذف المبتدأ، والحذفُ من صلة الأسماء الموصولة قليل ما لم تطل الصلة، فإن طالت الصلة جاز الحذف، وقد كشفت الدراسة أن أقل طول مقبول للصلة كلمتان ملفوظتان . أما بالنسبة إلى (أيّ) وأحوالها، فقد ذكر النحاة أربعة أحوال بالنظر إلى إضافتها وصدرصلتها، وهي أن تكون مضافة مع ذكر صدر الصلة، ومضافة مع حذف صدر الصلة، وغير مضافة مع ذكر الصلة، وغير مضافة مع حذف صدر الصلة. وانتهى الكاتب إلى أن طول الصلة شرط في الصلات مع الموصولات جميعها وأن قصرها نادر مع (أي) وغيرها .
|