بحثت المقالة في دلالات أدوات الشرط لتوضيحها بالرجوع إلى مصادر نحو اللغة العربية وآراء النحاة. لقد عبّر سيبويه عن أدوات الشرط بحروف الجزاء، وانصبّ اهتمامه في دراسة الجملة الشرطية على دراسة العوامل المستخدمة في الشرط، وخصّص لها بابًا سماه باب الجزاء، وعدّد فيه أدوات الشرط ، وناقش تركيبها الصرفي، وعملها النحوي. وقد أطلق الفرّاء على حروف الجزاء حروف الشرط، أما المجازاة فهو مصطلح أقل استخدامًا من الجزاء. والزبيدي في إعرابه يطلق على (إنْ) حرف الشرط، أما (ما، ومَنْ، وأيّ) فكل منها اسم معناه الشرط، وأما (أين) وما شابهها فظرف معناه الشرط. وقد أوضح النحاة الجانب الدلالي لأداة الشرط الذي يظهر في أمرين، أولهما: أن دلالتها عامة ومبهمة، وثانيهما أن فيها معنى الشرط أو معنى الجزاء أو المجازاة، وهذه المصطلحات مترادفة، وغالبًا ما يقصد بمعنى الشرط وما يرادفه التعليق، أي الربط الشرطيّ بين حدثين. أما الإبهام والعموم في أداة الشرط فإنه من اللوازم التي لا بد أن تكون لأداة الشرط وهو ألا تدلّ على محدود، وإنما تكون دلالتها مبهمة وعامّة. وقولك: "إِنْ يدخلْ زيدٌ يخرجْ عمروٌ" لا يحدِّدُ وقتًا؛ وإنما يكتفي بالربط بين الحدثين ، حيث لم تعيِّن (إنْ) وقت حدوث فعل الشرط مع فعل الجواب، ولم تحدِّد نقطة التقاء الفعلين في زمن معيّن ، واكتفت بالربط الشَرْطيّ بين الفعلين، بخلاف (إذا) الشرطية التي تعين نقطة التقاء الفعلين، ولهذا سمّاها المبرد مؤقّتة. وقد تشترك (إنْ) مع (إذا) في تحديد الوقت إذا جاءت بعدها (إذا) الرابطة في الجواب فتسمَّى (إذا الفجائية)، كما في قوله تعالى ( وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون) [التوبة: 58]. و(لو) تتفق مع (إذا) في تحديد الوقت ، إلا أن (إذا) اسم لوقت معلوم آت، و(لو) حرف لوقت معلوم وواقع حقًا . وتأتي (لو) بمعنى (إنْ) للشرط في المستقبل . و(إما) دالة على معنى الشرط الذي جاء من كون ما بعدها شيء يلزمه حكم من الأحكام .
|