دراسة تاريخية للبيزرة وأصولها، هدفت كاتبتها إلى التعريف بصناعتها، وتتبع مظاهرها في الفنون والآثار الإسلامية، ورجعت إلى المصادر التي تناولت البيزرة والصقور والصيد والحيوان بالإضافة إلى كتب التاريخ والإنشاء العربي التي تطرقت إلى الموضوع، ومهّدت بالتحدث عن اهتمام المسلمين بالرياضة التي تشمل الصيد والصيد بالطيور المعروف بالبيزرة، وبحثت موقع البيزرة عند الشعوب التي اعتنقت الإسلام، ثم درست هذا الفن عند المسلمين، وذكرت ما كان من حمزة بن عبدالمطلب عندما كان يخرج للصيد متشحًا قوسه وعلى يده صقر، وكان إذا رجع من صيده لا يصل إلى أهله حتى يطوف بالكعبة، وقد أشارت الكاتبة إلى أن العرب طوّروا البيزرة وجعلوا موضوعها علمًا يدرس كسائر العلوم، وأولع بالبيزرة كثير من الخلفاء والأمراء مثل أبي جعفر المنصور، والمهدي، وهارون الرشيد، وكانوا يهدون البزاة والشواهين، حيث يروى أن يعقوب بن الليث الصفار صاحب خراسان كان قد أهدى المعتمد على الله هدية من عشرة بزاة، وكذلك فعل أخوه عمرو بن الليث مع المعتضد بالله حيث أهداه مرةً عشرين بازيًا، وخُصِّص في عهد المتوكل العباسي للبازدارية والفهادين والكلانبريين خمس مئة ألف درهم في السنة، وتواصل الاهتمام بالبيزرة عقب انتهاء الدولة العباسية، وأُلِّف في عصر المغول الكثير من الرسائل والكتب عن البيزرة، وفي مصر بلغ اهتمام خلفاء الدولة الفاطمية أن جعلوا البيزرة علمًا يدرس له قواعده وأصوله، وصنِّفت فيه الرسائل والكتب، واحتلت البيزرة موقعًا مهمًّا بين فنون الرياضة في بلاد الشام في عهد آل زنكي والمماليك. وتتفق المصادر في تقسيم جوارح طير الصيد إلى ستة أنواع: الطغرل، والباز، والشاهين، والصقر، والكونج، واليؤيؤ، ثم درست الكاتبة البيزرة في الفن الإسلامي، ومعالجة البيزرة ورسوم طيور الصيد في المخطوطات الأدبية والدينية، وعلى الخشب، والخزف الإسلامي، والجلود.
|