تناولت الدراسة بعض النقوش النبطية في منطقة دم التي كانت منفذا مهما لشعوب المنطقة في العصور القديمة، وتخللها طريق من وإلى شبه الجزيرة العربية وسوريا والعراق، واستواطنت أجزاء منها أهمها تيماء ملتقى القادمين من الحجر وبابل وبلاد الرافدين عبر صحراء النفود، وهدفت إلى تحليل هذه النقوش وتوصيفها والكشف عن دلالالتها وأهميتها، والتعريف بدارسيها وآخرهم خالد عباس أسكوبي الذي زار خمسة عشر موقعا وجمع معلومات عن ثلاث مئة وتسعة نصوص عربية، أهمها خمسة نصوص، أربعة منها من موقع المشمرخة؛ وغيرها وذهب أسكوبي لحيانية القلم، ورأى الباحث أنها ثمودية القلم، بما يعني أن القلم الثمودي عرف قبل القرن السابع قبل الميلاد، خاصة وأن الملك الكلداني (نبونيد) قد وصل إلى منطقة شمال غرب الجزيرة العربية في القرن السادس قبل الميلاد، وقدم الباحث قراءة للنص ذي الرقم (169) الذي يدل مع النص ذي الرقم (177) على أن الكاتب كان حليفا للملك البابلي (نبونيد). بما يشير أن هذا الملك قد اتخذ من بعض القبائل العربية المستخدمة للقلم الثمودي حلفاء له ليضمن أمن الحدود الجنوبية لمملكته وعاصمته تيماء. وتناول الباحث النقوش الثمانية الأولى التي جمعها إسكوبي من مواقع (الجنوب الغربي) و(الجنوب الشرقي) و (وضحة) التي يعد نصها الأهم حيث يعود تاريخه إلى فترة حكم الملك النبطي مالك الثاني (40 - 70م)، وهو أول نص نبطي معروف لعهده، وقد أُرّخ بالسنة الخامسة عشرة من حكمه، وقدمت لنا كل هذه النصوص واحدًا وعشرين من الألفاظ وأسماء الأعلام التي قام الباحث بتحليلها والتعليق عليها. وانتهى إلى أنها تدل على التعاصر الاستيطاني بين مواقع تيماء، وحائل، وأن تيماء تميزت بازدهارها خلال الفترة النبطية، وأن تاريخ كتابة النصوص عانية المدروسة يرجع إلى الفترة ما بين أواخر النصف الأول من القرن الأول الميلادي والنصف الأول من القرن الثاني الميلادي.
|