تناولت الدراسة مسألة الأسطورة العربية، ومضامين محددة متصلة بها بدا للباحث أنها تؤول إلى المساس بالقرآن الكريم وأخباره وقصصه، وهدف الباحث إلى التعريف بحقائق موضوع الدراسة، والتعريف «لما شرع الله لامتثاله ودعوة الناس إليه، وردّ تأويل المحرفين وطعن الطاعنين ونحوذلك».
وقد استهل بمناقشة ماطرحه الوليدي يونس في دراسته «الأسطورة العربية بين الحضور والغياب» المنشورة سنة 1417هـ، وتطرقت إلى ثلاث قضايا، أولاها: مفهوم الأسطورة، حيث رأى أن معنى الأسطورة الكذب والباطل، وهي نتاج خيال واختلاق، وجاء في «لسان العرب» ما يفيد أن الأساطير هي الأباطيل وهي أحاديث لا نظام لها؛ ومن ناحية المفهوم الاصطلاحي فتعني الجزء القولي المصاحب للطقوس التعبدية دون تقييد بحقٍ أو باطل، ورأى «جين هاريسون» أن الأسطورة قصة خيالية صرفة، ثم غدت الأسطورة تعني قصة تقليدية حول كائنات خارقة أو أعمال خارقه لكائنات حية أو غير حية أو جمادات خاصة بين الشعوب البدائية. ثم ناقش الباحث ما جاء في الإسرائيليات عن الخلق وموقف الصحابة والأئمة منها، وأشار إلى أن القول بأن في القرآن أساطير فرية مازالت تردد منذ نزوله حتى عصرنا الحاضر، وأن ابن الجوزي ذكر في شرح ما ورد في سورة الأنعام «إن هذا إلا أساطير الأولين» قولين، أحدهما أن أساطير الأولين تعني ما سطر من أخبارهم، والثاني أنها التُّرّهات. وأنّ الله سبحانه وتعالى نفى زعم الكفار حول القرآن بكل ما يحتمله من المعاني الباطلة؛ فقال عزّ وجلّ في سورة الفرقان: «وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلاً. قل أنزله الذي يعلم السر في السموات والأرض إنه كان غفورًا رحيمًا».
|