تناولت الدراسة سيرة عبدالله فيلبي وأعماله؛ للتعريف بشخصيته، وأهميته، وعلاقاته البريطانية والعربية، وكتبه. وتصدّرت الدراسة مقدمة حول خلفية الدراسة، وتوضيح لشخصية، فهو المؤرخ والرحالة والدبلوماسي البريطاني سانت جون فيلبي، وينتمي إلى أسرة إنجليزية أرثوذكسية من إقليم إيسكس شرقي لندن، وقد غادر والده في الربع الأخير من القرن التاسع عشر إلى جزيرة سيلان، وهناك ولد فيلبي سنة 1885، وربما أضاف إلى اسمه «سانت جون» من اسم المصحة التي ولد فيها الجزيرة المذكورة، وعادت أسرته إلى بريطانيا سنة 1891؛ ودرس اللغات الحية في كمبردج، وتوجه سنة 1908 للعمل في الهند، وتزوج فيها سنة 1910 من دورا جونسون، وكان اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914 نقطة تحول أخرى في حياة فيلبي، إذ توجه إلى العراق التي كان يدير السياسة البريطانية فيها برسي كوكس، وكلف بالعمل في بغداد مساعدا لكوكس في إدارة الشؤون البريطانية في العراق؛ ومن العراق بدأت صلات فيلبي بشبه الجزيرة العربية، وعلاقاته بالملك عبدالعزيز آل سعود، حيث شارك في اللقاء الأول المنعقد بين الملك عبدالعزيز وكوكس في العقير سنة 1334هـ، الذي أسفر عن معاهدة دارين أو معاهدة القطيف، التي سجلت أول اعتراف بريطاني بالوضع القائم للملك عبدالعزيز آنذاك. وقد ركز الباحث بعد ذلك على رحلة فيلبي إلى الجزيرة العربية إذ قضى فيها أكثر من أربعين عاما جمع فيها بين العمل السياسي والرحلة والتاريخ والتجارة، ثم تطرق الكاتب لخلافات فيلبي مع الحكومة البريطانية التي كان من أسبابها السياسة البريطانية مع العرب، ونكثها للعهود التي قطعتها لهم. وقد اعتنق الدين الإسلامي الحنيف سنة 1930، وتوطدت علاقته مع الملك عبدالعزيز، واتخذ من المملكة العربية السعودية مقرا ومقاما حيث أنفق بقية أيام حياته، وتناول الباحث ما تعرض له فيلبي من نقد واتهامه بأنه جاسوس لبريطانيا عند العرب، وسبهوه بلورانس لطبيعة العلاقة بينه وبين الحكومة البريطانية. ويصف الباحث علاقة فيلبي مع الملك عبدالعزيز، والدعم الذي تلقاه منه، وكان فيلبي من أشد المعجبين بشخصية الملك عبدالعزيز، والمنبرين لبيان تاريخه الناصع. واستعرض الباحث مؤلفات فيلبي وأوراقه وتقاريره وانتهت الدراسة بخاتمة ونتائج أوضحت أبرزت معالم حياته الخاصة والعامة، وتطورات علاقته بدولته، وصلته الوثيقة مع الملك عبدالعزيز، وكتاباته التاريخية والجغرافية الغزيرة عن شبه الجزيرة العربية.
|