تناولت الدراسة مجموعة من النقوش المكتوبة بالخط المسند على قطع حجرية في سفح جبل العش الجنوبي وقمته، وفي الجهة الشمالية من الجبل، ويطلق عليه سكان المنطقة " جبل أم عش"، ويقع على ساحل البحر الأحمر عند الضفة الجنوبية لمصب وادي الداهن، ويبعد عشرة أكيال تقريبًا إلى الجنوب من البرك. وقد كتبت النقوش بطريقة الحفر الغائر على الحجر، واتسم الخط بجماله وتناسق حروفه واشتماله على ملامح زخرفية في بعض أشكال حروفه. وبالنظر إلى الأشخاص الواردين في مجموعة النصوص وجد أن بعضهم يحمل إضافة إلى اسمه لقبًا تميز به، والألقاب عادة ما ترتبط بأشخاص بارزين أو ذوي أعمال جليلة أو أصحاب مناصب دينية أو إدارية مهمة. واستدل الباحث أن الأشخاص المذكورين في النقوش قد أقاموا في المكان المدروس لأسباب تجارية، وكانوا من التجار، أو أنهم كانوا يمثلون قبائلهم في رعاية القوافل التجارية والبضائع التي كان البحر الأحمر طريقًا مهمًا لنقلها، ومما يعزّر تفسير الباحث موقع جبل العش في منطقة عرفت عبر العصور بوجود المراسي والمرافيء.
ويدل شكل الحروف وزخرفتها على أن النصوص المبحوثة لا تعود إلى الفترة الأولى من تطور الخط المسند التي يحدد بعض الدارسين نهايتها حوالي القرن الثاني قبل الميلاد، ورجح الباحث رجوع النصوص إلى الفترة ما بين القرنين الثالث والرابع الميلاديين. وبالنسبة لموضوعات النصوص فإنها تتصل بحقائق ووقائع ومعلومات اجتماعية أو شخصية. وتضمّ النصوص أربعة عشر نقشًا أفاد تحليل معاني كلمات آخر نقش منها أن صاحبة كان في سفارة أو وفادة متعلقة بمصالح تجارية ترتبط بقبيلة بني بيدان المذكورة في هذا النقش وفي أول نقش.
|