ناقش الباحث وجود الأسطورة العربية، وأدلة وجودها في التراث العربي، وقد رجع إلى قصص القرآن عن الجاهلية، والدراسات التاريخية والأدبية واللغوية . وقد اعتُمد المفهوم الغربي للأسطورة، واستوعب مفهومها الحكايات عن الطقوس والشعائر والعبادات ونشأة الكون وأصل الأشياء، ويوجد بين الأسطورة العربية وأساطير بقية الشعوب نقاط التقاء وتشابه .
وقد توافرت في المجتمع الجاهلي مقومات نشأة الاسطورة وهي وجود ديانات فيه، وانفتاحه على مجتمعات أخرى؛ مما يسمح بهجرة الأساطير إليه، وقيام نظام في المجتمع على أساس أعراف ونظم ومؤسسات وعادات وتقاليد، وكثيرًا ما تحكي الأساطير عن نشأتها وتطوراتها ، ولاحظ الباحث قلة الأساطير العربية، غير أنه أشار إلى أن قلتها لا تعني غيابها بل تؤكد وجودها، وقد قسمها إلى أساطير كونية، وأساطير الأصل، وتشمل الأساطير الكونية أسطورة عن خلق الكون، وأسطورة عن خلق الشمس والقمر ، وتشمل أساطير الأصل أسطورتي أصل كوكبي الزهرة وسهيل ، وأسطورة أصل الآلهة سواع، ويغوث ، ويعوق ، ونسر ، وأسطورة أصل تسمية جبال أجا، وسلمى، والعوجاء ، وأسطورة تعليل الوضع الفلكي لكل من الثريا والدبران والعيوق. وكانت الأساطير المذكورة نماذج مما هو موجود في التراث العربي، وهي على قلتها تستجيب في عدد من جوانبها للمفهوم الانثروبولوجي الحديث ، وهي حكايات تحدثت إجمالاً عن خلق الكون أو جزء منه، وأصل بعض الأشياء كبعض الكواكب والجبال والأصنام ، مما يعني أنها وقعت في بداية الزمن .
|