العنوان : مدرسة التفسير في المدينة المنورة خلال القرن الأول الهجري
المؤلف : عبدالرزاق اسماعيل هرماس التنصنيف : البحوث

دراسة حول نشأة مدرسة تفسير القرآن الكريم بالمدينة المنورة في القرن الأول الهجري، لأنه مشهد بدايات علم تفسير القرآن الكريم، وهدفت إلى التعريف بتاريخها، وأعلام مدرسة التفسير المدروسة وشيوخها من الصحابة والتابعين، وأسباب شهرة المدرسة وخصائصها، وموارد التفسير. وقد استهلت الدراسة بخلفية حول تاريخ التفسير ومدارسه في المدينة المنورة، ومكة المكرمة، والكوفة، والشام، وكانت مدرسة التفسير بالمدينة المنورة هي الأصل الذي تفرعت عنه المدارس الأخرى، ومؤسسها صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم وشيوخها بعده هم جلة الصحابة الذين تلقوا علم التفسير عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد قسم الباحث دراسة إلى ثلاثة أقسام وتناول في أولها أعلام مدرسة التفسير من الصحابة، والتابعين؛ وأما فيما يتعلق بالصحابة ومن أخذ عنهم فقد اشتهر بينهم أبي بن كعب، وقد نقلت مروياته في التفسير عن طريق تلاميذه من كبار التابعين، وذكرت كتب الآثار أن له صحيفة في التفسير، وفي مقدمة الصحابة يأتي الخلفاء الراشدون الذين تضمنت كتب الحديث والآثار الكثير من مرويات التفسير المنقولة عنهم مرفوعة أو موقوفة، وأكثرهم رواية علي بن أبي طالب ]، غير أن بروز مدرسة التفسير بالمدينة وتميزها واستمرارها خلال عصر التابعين يرجع إلى الصحابي أبي بن كعب ]، واشتهر بالمدينة من مشاهير القراء العالمين بتفسير القرآن الكريم سعد بن عبيد الأنصاري، وصهيب بن سنان، وعبدالله بن سعد، وجابر بن عبدالله بن عمرو، وأبو هريرة، وعائشة بنت أبي بكر الصديق ]، وقد تناول الكاتب سيرة أبي بن كعب والتفسير المنسوب إليه ورواته، وأشهرهم أبو هريرة، وعبدالله بن عمرو بن العاص، وأنس بن مالك، وعبدالله بن العباس، وذكر أن لأبي "نسخة كبيرة يرويها أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عنه". ثم تناول شيوخ مدرسة المدينة في التفسير من التابعين، ومنهم محمد بن أبي الأنصاري، وعبدالله بن رباح المدني الأنصاري، وأبو سعيد مولى عامر بن كريز وغيرهم. ووضح أسباب شهرة المدرسة المبحوثة وأهما استقرار النبي عليه الصلاة والسلام بالمدينة وبروز الكثير من أحكام الإسلام بين أهلها، وكون المدينة دار هجرة ودار علم. كما بين خصائص مدرسة التفسير بالمدينة من حيث كونها مدرسة نبوّة، واعتمادها على الأثر وترجيحه على الأخذ بالرأي، وكونها مدرسة رواية؛ وتميزت هذه المدرسة بكونها تاريخيا أصل مدارس التفسير جميعها، ولخروج أحاديث التفسير منها، ولأسبقيتها الزمنية. ثم تناول مرويات مدرسة التفسير بالمدينة في أمهات كتب الحديث الشريف، وكتب التفسير والآثار. وانتهت الدراسة إلى خاتمة عرضت الاستنباحات، وأهمها كون مدرسة المدينة في التفسير أولى مدارس التفسير نشأة وأن علم تفسير القرآن الكريم بأصوله وقواعده وآدابه وليد بيئة المدينة، وقد اجتمع للمدرسة المبحوثة من شيوخ الصحابة وعلمائهم ومتقدميهم ما لم يجتمع لغيرها.

البحث فى المجلة