يتفق الباحثون الحديثون على أن المسيحية وجدت لها طريقًا إلى جنوب الجزيرة العربية قبل الإسلام، إلا أن الظروف التي هيأت لها ذلك لم تنل اهتمامًا كبيرًا في دراساتهم. وتركز أكثر الدراسات الحديثة على مجتمع مسيحيي نجران في مطلع القرن السادس، وما تعرض له من اضطهاد على يد الملك اليهودي يوسف ذي نواس، لكونه الحادث الأكثر شهرة في تاريخ مسيحية جنوب الجزيرة العربية، ولورود أخباره بالتفصيل في المصادر التاريخية. وفي تضاعيف هذه الدراسات نادرًا ما يُشار إلى الروايات المصدرية المتعلقة بدخول المسيحية إلى المنطقة، وإن حدث ذلك فغالبًا ما تكون إشارة عرضية إلى اختلاف هذه الروايات. ولذلك تهدف الدراسة الحالية إلى مناقشة هذه الروايات في المصادر البيزنطية والمسيحية الشرقية المختلفة في محاولة لاستخراج
ما يمكن أن تشي به من دلالات حول ظروف دخول المسيحية إلى جنوب الجزيرة العربية.
|