تناولت المقالة ما انفردت به الخلافة الإسلامية من علامات وشارات ميزتها عن باقي نظم الحكم التي عرفها العالم القديم والوسيط، وكان لها دور مهم في تاريخ الخلافة الإسلامية من النواحي السياسية والاقتصادية والفنية، وتهدف إلى بحث شارات الخلافة وأنواعها ودلالاتها، وقد تناولت الكاتبة شارات الخلافة الثلاث: الخطبة، والسكة، والطراز، أما الخطبة فالمقصود بها الدعاء للخليفة على المنابر في صلاة الجمعة، وكان من عادة الخلفاء الراشدين أن يتولوا إمامة الصلاة بأنفسهم بالمسجد، وكانوا يختمونها بالدعاء للرسول لله ؛ فلما اتسعت رقعة الدولة الإسلامية كثرت المساجد، وحرص عمر بن الخطاب ــ رضي الله عنه ــ على أن تؤدَّى صلاة الجمعة في المسجد الجامع في كل بلد، وكان عمال الولايات وولاتها يتولون إمامة الصلاة، ويختمون الخطبة بالدعاء للخليفة، كما فعل عبدالله بن عباس الذي ولي إمارة البصرة على عهد علي بن أبي طالب ــ رضي الله عنه ــ إذ قال: "اللهم انصر عليّاً". وتواصل العمل على ذلك فيما بعد، وصار الدعاء للخليفة علامة سلطانه عليهم، وأصبح للمسجد الجامع مدلول سياسي في عهد الأمويين من حيث إنه مسجد الدولة الرسمي، ولذا ينبغي أن يكون في الجامع منبر؛ ويرجع تاريخ المنبر إلى عصر الرسول صلى الله عليه وسلم، وتواصل بناء المنابر في الجوامع، وتناولتها التطورات. ثم تناولت الكاتبة شارة السكة وهي الختم على النقود بطابع من حديد يُنقش فيه اسم الخليفة أو السلطان، وهي لازمة للدولة، ويذكر المقريزي أن عمر ــ رضي الله عنه ــ أمر بضرب الدراهم سنة 18 هـ، وكتب عليها "الحمد لله"، أو "محمد رسول اصلى الله عليه وسلم"، أو "لا إله إلا الله"، وتوالى ضرب الدراهم بعدها. كما تحدثت عن شارة الطراز وهي الكتابة الزخرفية على الأقمشة، ثم اتسع مدلول الطراز ليشمل الكتابة على الورق والنسيج، وأنشئت مصانع له، وكان شريطه الطراز يحمل البسملة ثم الدعاء للخليفة، ثم اسمه، واسم المشرف على مصنع الطراز، ثم مكان الصنع وتاريخه، ولم يعد الطراز شارة للملك بعد زوال الخلافة الإسلامية.
|