كان الربع الأخير من القرن التاسع عشر الميلادي (القرن الثالث عشر الهجري) فترة نمو في اهتمام الإمبراطورية الروسية بالعالم العربي والإسلامي بشكل عام وبالجزيرة العربية بشكل خاص. وكانت روسيا ذلك الحين تتصارع في الشرق العربي مع منافستيها الدولة العثمانية وفارس على مجالات النفوذ، بيد أنه لا يجوز النظر إلى تصرف إمبراطورية روسيا حيال العالم العربي والاسلامي عمومًا وشبه الجزيرة العربية خصوصًا من خلال منظور المجابهة ضد الدول الأخرى أو التوسع حصرا، وقد وجه مسلمو روسيا أبصارهم نحو الأراضي المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة منتهزين أية فرصة سانحة لتأدية فريضة الحج، وقد أدى احتلال روسيا مناطق جديدة يقطنها مسلمون في القرن التاسع عشر الميلادي (القرن الثالث عشر الهجري) إلى زيادة تعداد المسلمين بين رعايا الإمبراطورية الروسية؛ مما أسهم ذلك بعناية المنطقة التي تقع فيها الأراضي الإسلامية المقدسة. وكان اهتمام روسيا المتزايد بمنطقة شبه الجزيرة العربية والخليج العربي مرتبطًا كذلك بمصالحها التجارية - الاقتصادية
|