تتناول المقالة المكتبات المتخصصة وترمي إلى توضيح تاريخها وتطوراتها وتنوعها ومميزاتها ومجموعتها وتنظيمها وخدماتها وموظفيها، وقد رجع الكاتب للمقالات، والأطروحات، والكتب المختارة عن المكتبات المتخصصة، والتوثيق؛ ومهّد بالتحدث عن المكتبات ومظهرها الحضاري وأنواعها، ثم بدأ بتناول المكتبات المتخصصة التي أخذت تنال عناية متزايدة بتأسيسها ودراستها في العالم العربي والإسلامي، وتطرق لتاريخ ظهورها، خاصة في كنف المكتبات الجامعية بصورة مجموعات متخصصة بموضوعات معينة، وعرض تطورها في أعقاب الحرب العالمية الثانية والتوسع في إنشائها لخدمة الهيئات الحكومية والمؤسسات المهنية وغيرها، وذكر أن أعدادها تزايدت خلال خمسينات هذا القرن وستيناته، وقد شاع تسميتها بمراكز التوثيق، ويرى بعض المختصين أن مصطلح مراكز التوثيق أوروبي، وهو يقابل المصطلح الأمريكي المستخدم: المكتبات المتخصصة؛ ثم ظهرت في مطلع الستينات تسمية أخرى: مراكز المعلومات، وبرز في هذه الفترة مصطلح مراكز تحليل المعلومات التي تتعامل من وجهة نظر (يوجين جاكسون) مع المعلومات ذاتها، ومال الكاتب إلى النظر لهذه التسميات على أنها تدل على معنى واحد على الرغم من اختلافها، ثم تناول تعريفات المكتبة المتخصصة، والتي تعني من حيث أهدافها المكتبة التي توظِّف توفير المعلومات وتنظيمها لخدمة أغراض المؤسسة الأم التي تنتمي إليها سواء كانت هذه المؤسسة شركة صناعية أو جمعية مهنية أو مؤسسة علمية أو غير ذلك؛ وهي تحرص على تقديم المعلومات المستجدة بالوقت المناسب لكل قارئ وفق اهتماماته المتخصصة بالطرق التقليدية أو المحوسبة، وبهذا فإن عنصر الخدمات هو العنصر الحيوي الذي تؤكده إدارة المكتبة المتخصصة، وبحث الفرق بين المكتبات المتخصصة ومراكز التوثيق وأشار إلى ما رآه بعض الباحثين من أن مراكز التوثيق تطور طبيعي للمكتبات، وأنها أقرب ما تكون إلى المكتبات المتخصصة، وأن التوثيق ذاته ينتمي إلى علوم المكتبات؛ ثم تناول مقتنيات المكتبات المتخصصة وتركيزها واهتماماتها بتغطية الدوريات والتقارير والمواد السمعبصرية، تم تطرق إلى تنظيمها وخدماتها وخبرات العاملين فيها وتقنياتها المتقدمة.
|