تناولت المقالة تطور الخط العربي قبل الإسلام، وهدف كاتبها للتعريف بأصوله، ومراحله، وخصائص حروفه، والنظريات المطروحة حول نشأته، وقد رجع إلى القرآن الكريم، والمصادر التي تناولت تاريخ الخط والكتابة العربية، والبحوث الأثرية ذات العلاقة؛ وقد استهل بعرض اهتمام المستشرقين بأمر الكتابات السامية القديمة وجهودهم في جمعها وتصنيفها ونشرها، ووجد منها أن الساميين كتبوا بالخط المسند الحمْيري الجنوبي، وبالخط الآرامي الشمالي، وكلاهما أبجدية رتبت حروفها حسب أقدم أبجدية عرفت في سوريا، وهي أبجدية رأس الشمرة (أوغاريت)، وتفرّع عن الخط المسند الحميري الجنوبي عدة خطوط: الخط الحبشي، والثمودي، واللحياني، والصفوي، وكان الخط الصفوي أكثر هذه الخطوط انتشارًا في سوريا الجنوبية والأردن خاصة في البادية منذ عهود ما قبل الميلاد، وتفرع الخط الشمالي إلى خطوط أيضًا ضمت: الخط الفينيقي، والآرامي، والعبري، والنبطي، والتدمري، والسرياني، والفهلوي، والخط الأخير هو الذي انتشر في العراق وإيران. وقد تميّزت اللغة العربية من اللغات السامية كلهجة من اللهجات، وهي مشتركة معها في كثير من الألفاظ، وتميز كذلك الخط العربي، وأشار الكاتب إلى ما كشفته دراسة كتابات القرن الرابع من تطور في الحروف النبطية وشبهها بالحروف العربية التي تكاملت فيما بعد، وميّز الخط النبطي المتأخر من الخط العربي من حيث أن حروفه ظلت منفصلة بعضها عن بعض، بينما يميل الخط العربي إلى وصل بعض الحروف، كما أن الخط النبطي لا يهتم بالالتزام في الكتابة على خط مستقيم، بينما ينتظم الخط العربي على خط مستقيم، ثم ناقش الكاتب أصل الخط العربي، وحلّل ودرس بعض الكتابات العربية قبل الإسلام مثل كتابة أم الجمال جنوبي بُصرى الشام، وكتابة حرّان شمالي جبل العرب، ثم عرض النظريات في تفسير نشوء الخط العربي وهي لبعض علماء العرب القدماء مثل ابن النديم، والطبري، وابن جنّي، ولمستشرقين مثل (جروهمان) و (ستاركي) وغيرهما، وخلص الكاتب إلى تأثير الكتابات والخطوط السامية بعضها على بعض، وتطور الحروف النبطية المتأخرة إلى العربية.
|