سيرة ببليوجرافية لموسى بن محمد بن القاضي محمود الرومي صلاح الدين المعروف بقاضي زاده، وهدف الكاتب بيان جوانب شخصيته، وعلمه، وإسهاماته في علم الفلك، واستند على كتب التراجم والمراجع التي عالجت تاريخ العلوم عند المسلمين، واستهل بالتعريف بالمترجم له، ونسبه، وطلبه للعلم، وخلقه، وفضله، وزهده، فأشار إلى أنه عرف في القرن التاسع الهجري عالمًا في الرياضيات والفلك، وقد وضع مع أولغ بك جداول فلكية تظهر نتائج الأرصاد التي قام بها في مرصد سمرقند، وتصلح كثيرًا من الأخطاء في الجداول الفلكية اليونانية، وحُسبت فيها مواقع النجوم بالدرجات وبدقائق الدرجات بغير الثواني. وقد عرف قاضي زاده علم الفلك بأنه "ذلك العلم الذي يبحث عن أحوال الأجرام البسيطة العلوية، والسفلية من حيث الكمية، والكيفية، والوصفية، والحركة اللازمة لها، وما يلزم منها"، وكتب جداول حساب جيب قوس ذي درجة واحدة، وقد أحاط بالنظريات الفلكية التي اشتمل عليها كتاب "المجسطي"، وخالف المنجمين موضحًا زيف نظرياتهم، وقد أخذ العلم عنه كثيرون مثل علي القوشجي. ومن مؤلفاته: رسالة في الحساب، وشرح كتاب ملخص في الهندسة، وشرح كتاب أشكال التأسيس في الهندسة من تأليف شمس الدين محمد ابن أشرف السمرقندي، وشرح التذكرة في الفلك لنصير الدين الطوسي، وقد كان اهتمام قاضي زاده منصبًا على صياغة القوانين الأساسية في علم الفلك، ولجأ إلى تبسيط القوانين الفلكية بالبراهين لجعلها ميسورة التناول والفهم، وكان لدعم أمير سمرقند له، ومشاركته إياه في أعمال الرصد والحسابات الفلكية ما أدى إلى تقدم العلم والبلاد.