دراسة وثائقية للمراسلات المتبادلة بين نابليون بونابرت ورجال حملته على مصر، والشريف غالب من مساعد، هدف كاتبها إلى كشف مضمون هذه المراسلات وأغراضها؛ وقد رجع إلى نصوص المراسلات والمصادر التي تؤرخ للفترة المدروسة وللحملة الفرنسية على مصر ونهايتها؛ واستهل بالحديث عن آثار الحملة الفرنسية على مصر في أواخر القرن الثامن عشر وبخاصة في القضاء على نفوذ المماليك والتمهيد لمحمد علي لتأسيس دولة مصر الحديثة، ثم ذكر سيرة الشريف غالب الذي كان في أوج نفوذه عند وصول الحملة لمصر؛ وتطرق إلى اتصال نابليون به لأسباب سياسية وعسكرية ودينية وغيرها، وحرصه وقواده من بعده على وجود علاقات وثيقة مع حكام المناطق المجاورة، وبخاصة شريف مكة، وقد أورد أن نابليون وقواده كانوا يتملقون مشاعر الأمة الإسلامية، بل وصل التملق بنابليون في رسالته إلى الشيخ محمد المسيري أحد علماء الإسكندرية إلى القول بأنه يريد من قدومه لمصر أن "يضع نظامًا موحدًا مؤسسًا على مبادئ القرآن، تلك المبادئ الصحيحة التي تكفل للناس سعادتهم". وتظاهر جاك مينو حاكم رشيد الفرنسي باعتناق الإسلام وتسمى بعبدالله وسعى حتى تزوج بمسلمة، لكن شعب مصر اكتشف حقيقة نوايا الفرنسيين وأعلن الجهاد عليهم وقاتلهم حتى ارتحلوا عن البلاد. ثم عرف الكاتب بالمصادر الفرنسية والعربية للمراسلات مثل "مجموعة القرارات والبيانات التي أصدرتها السلطة الفرنسية في مصر في أثناء الاحتلال"، وكتاب: عجائب الآثار في التراجم والأخبار للجبرتي، وإفادة الأنام لعبدالله غازي، وتاريخ مكة لأحمد السباعي، وأعمال نابليون بونابرت، وقد وثق الكاتب نصوص الرسائل مرتبة ترتيبًا تاريخيًا وبلغت ثماني رسائل، أولاها مؤرخة في 25أغسطس سنة 1798م موجهة من بونابرت إلى الشريف غالب إثر دخول الجيش الفرنسي مصر، والثانية أيضًا منه مؤرخة في 27 أغسطس 1798م تخطره بوصوله إلى القاهرة، وآخر الرسائل من مينو إلى شريف مكة في 30 نوفمبر سنة 1800م وتعكس الرسائل إجمالاً رغبة الفرنسيين في إقامة جسور صداقة مع الشريف لخدمة أغراضهم الاستعمارية.
|