سيرة ببليوجرافية للخطاط هاشم محمد البغدادي، وهدف كاتبها إلى التعريف بشخصيته وعلمه وخبرته وإبداعه في الخط ومؤلفاته، وقد رجع إلى مؤلفاته وأحاديثه والأحاديث المنشورة عنه، واستهلها بالتحدث عن شخصية المترجم له وولادته في بغداد، وتعلمه في المدرسة الأحمدية إحدى مدارس بغداد الدينية فذكر أنه قرأ على الشيخ عارف الشيخلي القرآن الكريم، وختمه، وأخذ عنه أصول الخط العربي، ثم تتلمذ لجمهرة من خطاطي بغداد، ومنهم الملا علي الدرويش الذي أجاد فنون الخط العربي وبخاصة النسخ والتعليق والثلث؛ ثم قدم إلى الامتحان في القاهرة عن طريق مدرسة تحسين الخطوط في الإسكندرية، وأجازه الخطاطان المصريان حسني، وسيد إبراهيم إجازة تامة في أنواع الخطوط؛ ثم اتصل بالخطاطين الأتراك وتأثر بهم وأهمهم مصطفى راقم، وحامد الآمدي، وماجد الذي ساعد على تعيينه أستاذًا للخط العربي في معهد الفنون الجميلة في بغداد سنة 1957م؛ وقد تمكن من فنون الزخرفة الإسلامية، وإجادة أنواع الخطوط العربية كافة، وبحسن التزويق بالذهب الخالص والمينا اللازوردية، وكان يخط على قاعدة ياقوت المستعصي ورأى فيها القاعدة البغدادية الصحيحة؛ ثم تناول الكاتب آثار الخطاط البغدادي الوفيرة في بغداد وغيرها من حواضر العالم الإسلامي، فذكر أن منها الخرائط التي صدرت عن مديرية المساحة العامة في بغداد، وإشرافه على طبع المصحف "الأوقافي" الصادر عن مديرية الأوقاف ببغداد سنة 1370هـ، وقد كتب هذه النسخة الخطاط التركي الشهير محمد أمين الرشدي سنة 1236هـ، وأعيدت طباعتها في فرانكفورت 2/ 1293هـ؛ ومنها أيضًا الخطوط النفيسة على مسكوكات العراق، وتونس، وليبيا، والسودان، والمغرب، والخطوط الجميلة في عدد من جوامع بغداد، ومجموعة اللوحات الجدارية لمديرية الأوقاف، وعناوين لمطبوعات عراقية كثيرة؛ وله كراسة: قواعد الخط العربي نشرت سنة 1962م في بغداد، وقد قامت لجنة بجمع عدد من آثاره لنشرها ومنها الجزء الثاني من: قواعد الخط العربي، وقد كان يعدّ لخط نسخة من المصحف في بداية السبعينات لكنه توفي قبل ذلك.
|