دراسة تاريخية لظهور الامتيازات الأمريكية في الشرق الأوسط، وهدف كاتبها إلى تتبع بداياتها، وأغراضها، وإنجازاتها. وقد رجع إلى عدد من المراجع والوثائق التاريخية المنشورة بالإنجليزية ما خلا بحثًا واحدًا بالعربية. وقدم بالحديث عن حملات الأساطيل الأمريكية على منطقة المغرب العربي في نهاية القرن التاسع عشر، وفشلها في تحقيق مآربها، والمساعي الأمريكية في مجالي الامتيازات التجارية والتنصير. ثم ناقش الامتيازات بين الولايات المتحدة الأمريكية والدولة العثمانية، واستدلّ من المصادر على ما يفيد بإبحار السفن الأمريكية إلى الموانئ العثمانية بين سنتي 1786 ــ 1800م، وبورود سلع تركية إلى السوق الأمريكية في سنة 1800م، ونمو تجارة السفن الأمريكية بالأفيون مع تركيا ومصر وبلدان الشرق الأوسط بين سنتي 1806 ــ 1812م، وذكر أن الولايات المتحدة حاولت منذ أواخر القرن الثامن عشر عقد معاهدات تجارية مع الدولة العثمانية، فقد وقعت الحكومة العثمانية اتفاق الامتيازات مع مندوب أمريكي في 7/5/1830م، ونصّ هذا الاتفاق على إقامة علاقات دبلوماسية وقنصلية بين الدولتين، ومعاملة الدولة الأولى بالرعاية، والسماح للسفن الأمريكية بارتياد البحر الأسود. وقد استطاعت الولايات المتحدة من خلال هذا الاتفاق الدخول إلى الوطن العربي، ثم ناقش الكاتب اتفاقية الصداقة والتجارة بين مسقط والولايات المتحدة، وبين الأخيرة وفارس، وأوضح خلفية دخول السفن الأمريكية مياه الخليج العربي منذ سنة 1803م، وتصدي العرب المسلمين لها، إذ أفادت المصادر عن أسر العرب لبعض السفن الأمريكية سنة 1804م وإحراقها، كما تحدث عن زحف النفوذ الأمريكي إلى مسقط بوصول الباخرة الأمريكية "إنز" في 12/3/1826م إلى زنجبار التي كانت تتبع سلطان مسقط، وحصول أمريكا في سنة 1833م على اتفاق للتجارة والصداقة من السلطان منحها حقوقًا مساوية للدول الأخرى، وكان هذا أول امتياز أمريكي، ثم عرض لاتفاق الصداقة الموقع بين أمريكا وفارس سنة 1856م. وخلص إلى أن أمريكا قد استغلت الامتيازات لخدمة مصالحها وأنشطتها التجارية والتنصيرية .
|