تناولت المقالة عمارة الحرمين الشريفين، وهدف كاتبها إلى عرض خصائصها التاريخية والمعمارية، وتوضيح مراحل تطورهــــا حتى عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز -رحمه الله-، وقد رجع إلى مصادر التاريخ الإسلامي التي تطرقت لجوانب الموضوع المدروس، واستعرض التطورات في عمارة الحرمين الشريفين، فأورد أنه في عهد الخليفة عمر بن الخطاب ــ رضي الله عنه ــ أجريت توسعة لرقعة الحرم لتزايد عدد المسلمين وضيق المساحة، وأقام للمسجد جدارًا فيه أبواب جعل فوقها مصابيح تُضاء ليلاً، ثم قام الخليفة عثمان بن عفان -رضي الله عنه- بتوسعة أخرى في المسجد الحرام بعد مرور تسع سنين على إجراء توسعة عمر، فابتاع الدور المحيطة بالمسجد وضم أرضها إليه، وجدد في مبانيه، وأقام لها رواقًا مسقوفًا، ثم جاء عبدالله بن الزبير وقام بدوره بتوسعة المسجد مرة أخرى وتجديده، وفي عهد الوليد بن عبدالملك أُجريت توسعات كبيرة وجُدِّد في بناء المسجد الحرام، وزخرفت جدرانه وكسيت أعمدته بالرخام وسقفت أروقته، وفي عام 139هـ زاد أبو جعفر المنصور في مساحة أرض الحرم الشريف لاستيعاب توسعته، وزيادة عدد أروقته، ثم أمر ابنه المهدي بتوسعات أخرى للحرم بحيث أصبحت الكعبة المشرفة في المنتصف، وفي عهد العثمانيين أمر السلطان سليم الثاني بترميم أبنية المسجد وتجديدها وهدم بعض الأورقة وإعادة بنائها وجعل أسقفها على شكل قباب، وظل الوضع كذلك إلى أن قامت حكومة المملكة العربية السعودية بالتجديد والتوسعة عام 1375هـ، فأمّا المسجد النبوي الشريف فتناولته التجديدات والتوسعة، حيث زاد فيه النبي صلي الله عليه وسلم فأصبح مربع الشكل طول ضلعه مائة ذراع، وزاد فيه عمر -رضي الله عنه-، وجعل عثمان -رضي الله عنه- جدرانه من الحجر بدل اللبن وأعمدته من الحديد وسقفه بالساج، وأجرى الوليد بن عبدالملك تطويرًا شاملاً في بنائه، وزاد في مساحته، وأقيمت مآذنه، وأضيف المحراب، ثم جرت ترميمات وتجديدات في عهود المستعصم بالله، والأشراف قايتباي، والسلطان عبدالمجيد، ثم جرت في عهد الملك عبدالعزيز أكبر توسعه للمسجد منذ إنشائه، وتلتها التوسعة التي جرت في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز.
|