دراسة تاريخية لنشاط الإرساليات التنصيرية الأمريكية في البصرة، والامتيازات الأمريكية في شركات البترول في العراق في أعقاب الحرب العالمية الأولى لتوضيح النشاط الأمريكي في مجال التنصير الذي مهّد لعبور الولايات المتحدة ميدان التنافس على التنقيب عن البترول العراقي واستغلال الشركات الأمريكية له وقد رجع الكاتب إلى الوثائق والكتب والدراسات المتصلة بتاريخ العراق وبتروله، وبترول دول الخليج العربي يضاف إلى ذلك التاريخ الحديث لدول المشرق العربي، واستهل بتناول بدايات قدوم بعثات التنصير الأمريكية إلى البصرة في أواخر القرن التاسع عشر وتطور نشاطها وإقامتها للمدارس، ثم تتبع المطامع الأمريكية في بترول العراق بدءًا من مشاركتها في 23. 75%, من أسهم شركة بترول العراق سنة 1923م، واهتمام السياسة الأمريكية بالاستثمارات البترولية في مواجهة المنافسة الإنجليزية القوية استنادًا إلى سياسة الباب المفتوح للولايات المتحدة، وساندت الحكومة الأمريكية شركاتها البترولية العاملة في العراق مساندة مطلقة، وقد اعتمدت (ويلسون) الوزير المفوض الأمريكي في بغداد مندوبًا للاستثمارات والمصالح الأمريكية في العراق لتأكيد الرغبة العملية في استغلال منطقة البصرة، وهدّدت حكومة نوري السعيد وقتذاك بإتاحة الفرصة أمام الشركات الأمريكية لاستغلال منطقة البصرة للفائدة المشتركة العراقية الأمريكية وعارضت بريطانيا تدخل الحكومة الأمريكية فيما عدّته أحد شؤون شركة بترول العراق، وكانت هذه الأحداث قد وقعت في النصف الأول من الأربعينات، وفي سنة 1943م توصل المدير الإنجليزي لشركة بترول العراق إلى اتفاقين مع الحكومة العراقية لعرضهما على مجلس إدارة الشركة في لندن لاختيار أحدهما والتوقيع عليه، وكان التوصل إلى هذين الاتفاقين قد تم دون تدخل من الحكومة الأمريكية، وقد اختارت شركة بترول العراق الاتفاق الثاني الذي يغطي كلاً من "شركة بترول البصرة وشركة بترول الموصل" اللتين حلتا محل شركة تنمية البترول البريطانية، وهكذا أُبعد التدخل الأمريكي عن البت في شؤون البترول العراقي
|