ورد ذكر الماء مرات كثيرة في القرآن الكريم وكانت لمعانٍ مختلفة منها أن الماء يُشرب أو تُروى به الأرض، وأن الماء مادة المطر، وعلاقته قائمة على اعتبار ما سيكون من حاله إذا نزل واستقر على الأرض ولو سال، ووجد الماء قبل خلق السموات والأرض كما ورد في قوله سبحانه وتعالى: ( وهو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام، وكان عرشه على الماء ) [سورة هود الآية: 7]، وقد يكون الماء عينًا أو بئرًا أو غديرًا أو نحوها، والماء الصديد يسقاه أهل النار، والماء الدافق الذي يتخلق منه إنسان؛ وكل سائل في العربية ماء، ومن ذلك الصهير وهو ذوب المعدن؛ وقد عرض القرآن الكريم الكثير من أحوال الماء حيث يكون ظاهرًا يجري، أو راكدًا، وقد يكون غورًا يعجز الناس عن طلبه، وقد يكون عذبًا فراتًا كمياه الينابيع والأمطار والأنهار، أو ملحًا أجاجًا كماء البحر؛ وقد ذكر القرآن الكريم عددًا من مصارد المياه في كثير من الآيات ومن ذلك المطر، وقد أسماه الله "رحمة" في قوله سبحانه: ( فانظر إلى آثار رحمة الله كيف يحيي الأرض بعد موتها) [ سورة الروم، الآية: 50]، وذكره الله تعالى بأنه الغيث، لأنه يُغاث به الحيوان والنبات والعباد، وأسماه أيضًا ودقًا، وهو الصبيب المنهمر، وأسماه رجعًا في قوله تعالى: (والسماء ذات الرجع) [سورة الطارق، الآية: 11]، أي ذات المطر بعد المطر، كما أسماه الله خبئًا في قوله سبحانه : ( ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السموات والأرض ) [سورة النمل، الآية: 25]، وإن أنواع المطر التي وردت في القرآن الكريم تضم: الصيّب أي المطر الذي يصوب أو ينزل ويقع، والوابل وهو المطر القوي الذي يستمر ويروي الأرض، والطلّ وهو المطر الخفيف، والبرَد الذي ينزل على شكل حبيبات متجمدة، كما ذكر القرآن الكريم من مصادر المياه العيون الجارية، والينابيع، والأنهار، والبحار، والآبار، كما ورد في القرآن الكريم تجمعات المياه وتدفقها، مثلا: السيول والطوفان، واللجة والرسّ؛ ومما سبق يلحظ اهتمام القرآن بذكر الماء وما يتصل به ذلك أنه مصدر الحياة وأداتها.
|